تطاولت أزمة السودان السياسية و غير متفائل بفرج لها فهي نابعه من طبيعة الشخصية السودانية الفاشلة منذ الإستقلال أو قبله ، تاريخياِ سبق السودان كثير من الدول النامية سياسيا نال إستقلاله مبكراً و تشكلت أحزابه السياسية قبل أكثر من قرن لكنها تشكلت بصورة خاطئة في زمان خاطئ فلم تنضج بعد و لن تنضج .
أحزاب أسرية همها السلطة و المصالح الشخصية و أخري عقائدية تعتقد أنه يجب القضاء علي منافسيها في الساحة و تشيكل الإنسان السوداني بما يتماشى مع فكرتها فظل المواطن ضحية لهذه التشوهات الفكرية و الاطماع الذاتية منذ الإستقلال أي قرابة القرن حتي وصلنا هذا الحال نتيجة لها .
الآن تدور حرب لا تشبه الحروب المتعارف عليها تاريخياً غريبة الأهداف تستهدف المواطن في ماله و عرضه و نفسه لا تفرق بين عسكري أو مدني شاب و مُسن ولا مرأة أو رجل ولا مستشفي أو مقر عسكري كل شيء فيها مستباح من عدو لا يعرف دين ولا أخلاق و لا قانون دولي تشرد المواطن بين نازح و لاجئ منهم من مات بالرصاص ومن مات جوعاً ومن مات لعدم توفر خدمة طبية .
مع كل هذه القسوة التي عاشها المواطن يجتمع شرزمة مقززة من مدعي السياسة لقرروا في مصير الوطن الذي لم يبروه يوماَ و مواطن لم يشعروا بمعاناته ولم يعيشوها لا يلجاؤون إليه بحثاً كرسي السلطة .
ببساطة إن كان المواطن همهم لتنادوا من كل صوب ودون شرط ووضعوا حدً لحرب لم ترحم طفلاً و لما إنتظروا دعوة من القاهرة ولا جدة ولا الأمم المتحدة، لكنهم للأسف ينظرون لها وسيلة للوصول إلي السلطة القوي السياسية العلمانية المطعمة ببعض المغفلين تنتظر من الدعم السريع القضاء علي القوة الصلبة للجيش و الإسلاميين لتخلوا لهم الساحة لذلك توفر له الغطاء السياسي ، التيار الإسلامي العريض و بعض القوة الوطنية تنتظر من الجيش القضاء علي الدعم السريع لتضعف منافسيها الذين يسندون عليه ظهرهم لذلك تشاركه ميدان المعركة مع دعم غير محدود .
من ذلك يتضح أن الإنسان المشرد بين نازح و لاجئ و مفقود مجرد ثمن بخس لأطماع هؤلاء ، المواطن ظل يؤكد دعمه الكامل للقوات المسلحة بحكم أنها مؤسسة قومية دستورياً مسؤولة عن أمنه فهو يخوض حرب وجود يجب أن ينتصر فيها مهما كان الثمن المواطن لن يقبل دور للدعم السريع في المستقبل ولا من أيده و دعمه لكن تخدم أي قوة سياسية فلكل حادثة حديث بعد إنتهاءها للمواطن رأي أخر عليه تُبني الدولة التي يريد وليست أحزاب الغفلة .
Bakriali484@gmail.com
