:
٢١ نوفمبر ٢٠٢٤
لا يزال مركز الخاتم عدلان، الذي يبدو أنه لعب دورًا بارزًا في صياغة وترويج البيان الكاذب الذي انتقدناه في مقالنا السابق (كلمات قاتلة: كيف تم استغلال التضليل وجهود المناصرة الإنسانية للتمهيد للهجوم على معسكر زمزم للنازحين في شمال دارفور) المنشور بتاريخ 16 ديسمبر 2024، يحاول استغباء الناس باستخدام شعارات المناصرة الإنسانية والمجتمع المدني. بدلاً من التراجع عن كذبتهم التي حاولت التمهيد ثم التبرير لفعل شائن يموت جراءه الناس بالقصف المستمر الذي تشنه الميليشيا على معسكر زمزم، بينما توكل إليهم جهود تبريره.
في الرد على رد مركز الاستنارة و{التبرير}، نورد الآتي:
1.
لم يتحدث رد مركز الاستنارة عن التزوير الفاضح الذي قاموا به بإيراد أسماء وتوقيعات منظمات بلغ عددها، حسب ما أعلنت بنفسها حتى الآن، 14 منظمة، في بيان لم تطلع عليه أصلاً لتوافق على أو ترفض متنه. كيف وردت توقيعاتهم في بيانكم يا مركز الاستنارة؟
قبل مناقشة المضمون وإسهابكم في الحديث عن “حق الزمالة” في (المجتمع المدني)، ربما تخبروننا كيف سمحتم لأنفسكم بمثل هذا التدليس الذي لا يخدم سوى تقديم تبريرات لجرائم الميليشيا في قتل السودانيين.
أما منهج المزايدة على طريقة “خلوها مستورة”، فهو النهج الذي ابتدعته حكومة الإنقاذ، ويبدو أنكم تريدون نسخه عنها. لنضع الحقائق كما هي فعلاً ونحاسب الواقع بما هو عليه: لماذا أوردتم أسماء وتوقيعات 14 منظمة لم تطلع على البيان أصلاً لتوافق أو ترفض محتواه في بيانكم الكاذب؟
2.
هل تحتاج ميليشيا قوات الدعم السريع إلى مبررات لجرائمها؟ نعم، تحتاج! وكذلك تحتاجون أنتم لترويج مثل هذه المبررات والأكاذيب لتبرير تماهيكم وتحالفكم معها وانخراطكم في حملات الترويج السياسي لها، التي تقومون بها بمثل هذه الأكاذيب التي لا تأبه كثيرًا لموت السودانيين في زمزم وغيرها بواسطة قصف الميليشيا.
بدلاً من محاولة استغباء الناس ومحاولة استلابهم برص كلمات كثيرة تظنون أن بلاغتها قد تكفي لتضليل الناس، ربما عليكم أن تراجعوا أنفسكم وما الذي تساهم فيه أفعالكم مثل هذه.
بيانكم هذا جزء من حملة تضليل ممنهجة ظللنا نشاهدها منذ اندلاع هذه الحرب، تحاول تبرير حرب الميليشيا وجرائمها بأي سبيل كان. وما يحدث الآن في زمزم من قصف مستمر تقوم به قوات الدعم السريع منذ مطلع ديسمبر دليل واضح وفاضح على ذلك.
3.
تقولون إن القوات المشتركة أنشأت الارتكازات وأدخلت الأسلحة إلى المعسكر. لن أجادلكم كثيرًا، ولن اسألكم انشأت الارتكازات ضد من؟ فجراح هجمات حليفتكم المليشيا على الجنينة واردمتا لا يزال غائراً. لكنني سأتوجه إلى مركز الاستنارة هذا بسؤال مباشر: هل يوجد في معسكر زمزم منصات لإطلاق الطائرات المسيّرة ودبابات وأسلحة ذات مدى متوسط وثقيل كما ورد في بيانكم أم لا؟ أم أن هذا الادعاء الذي جاء في 16 نوفمبر 2024 كان مجرد تمهيد إعلامي للهجمات المتوحشة التي تشنها ميليشيا قوات الدعم السريع – التي تتحالفون معها – على المعسكر منذ مطلع ديسمبر؟!
ونسألكم وأنتم مركز “استنارة وتنمية بشرية”، هل لا تدركون أن كثيرًا من أهالي زمزم هم من عائلات وأسر المقاتلين في قوات الحركات المسلحة الدارفورية الذين يقاتلون الآن في صفوف القوات المشتركة دفاعًا عن أهلهم وحمايتهم من المصير الذي تعرض له أهالي الجنينة على يد قوات الميليشيا التي تتحالفون معها؟ هل لا تدركون ذلك فعلاً، أم أن دماء هؤلاء السودانيين هي ثمن مقبول لإشباع شبقكم الفاسد للسلطة، حتى لو جاءت من فوهات بنادق ودوشكات ميليشيا قوات الدعم السريع؟
وأسألكم بالله، ومعسكر زمزم قديم منذ زمن حكم البشير، ماذا لو كانت هجمات الدعم السريع الحالية حدثت على معسكر زمزم أيام حكم البشير وبنفس المبررات، وجود اسلحة وارتكزات واحتماء مقاتلين من قوات الكفاح المسلح بين أهلهم بالمعسكر؟ ماذا كان سيكون موقفكم؟ وهل كنتم ستنخرطون في توزيع وتدبيج نفس التبريرات لقصف وقتل النازحين؟ هل تدركون فعلا ما الذي يعنيه حماية المدنيين في مناطق الحرب، كما تدعون ان هذا هو هدفكم! ام تحسبون ان هذه الدماء رخيصة وليس لها وجيع؟
لا أقول لكم سوى ما قلته من قبل: إذا لم تخشوا عواقب فعالكم، فاختشوا قليلاً!
4.
تتحدثون في بيانكم عن تصريح المبعوث الأمريكي توم بيريليو، وهو التصريح الذي جاء بتاريخ 14 ديسمبر لتبرير ما ورد في بيانكم الصادر بتاريخ 16 نوفمبر! وبعيدًا عن نقاش مدى حجية تصريحات المبعوث الأمريكي، الذي ما طفق يثني على التزام ميليشيا قوات الدعم السريع بقواعد الاشتباك في جنيف، فإن تصريحه نفسه استند إلى بيانكم الصادر لترويج فرية عسكرة زمزم وتبرير هجمات الدعم السريع عليه بأثر رجعي، ولم يكن له مصادر خاصة بالحكومة الأمريكية. وبالطبع، فإن لكم كمركز استنارة مرموق من الوسائل ما يجعلكم وغيركم قادرًا على الوصول إليه وسؤاله عن ذلك.
5.
تنكرون في بيان ردكم أن سكان المعسكر قد نفوا مظاهر التسليح الواردة في بيانكم، بل وتضعون خطًا تحت ما ورد في مقالي عن ذلك وتصفونه بأنه كذبة! ولكن للغرابة، فإن عددًا مقدرًا من أعضاء مركزكم هم أعضاء في مجموعة المناصرة الخاصة بالمجتمع المدني السوداني، التي أثير فيها النقاش حول بيانكم الكاذب.
للأسف، تقاصرت شجاعتكم عن المشاركة في ذلك النقاش الذي وردت فيه تأكيدات عدة على كذب وعدم صدقية المشهد الحربي للدبابات والطائرات المسيّرة والأسلحة المتوسطة والثقيلة الذي وصفتموه في زمزم في بيانكم الكاذب. هذه محاولة بائسة للدفاع عن كذبة تُستخدم الآن لقتل الناس.
5 (متابعة):
إن إصراركم على تكرار الكذبة وإعادة تدويرها يجعلني أسألكم مرة أخرى: ما الذي تودون الوصول إليه عبر ذلك، وأنتم ترون الآن بأعينكم الآثار القاتلة التي ساهمت فيها، والتي تحيق بالنازحين في معسكر زمزم؟ كم من الناس ينبغي أن تقتلهم قوات الدعم السريع حتى تفيقوا إلى حجم الكارثة التي تحيق بالسودانيين، وتنخرطون أنتم في تبريرها والترويج لها؟ لماذا تعتبرون أن حيوات السودانيين ومعاناتهم وتشريدهم وتقتيلهم هي ثمن معقول ومقبول لتحقيق مطامحكم ومطامعكم أياً كانت؟
إن محاولتكم المزايدة بشعارات المجتمع المدني والمناصرة الإنسانية، وأنتم أبعد ما تكونون عنها، وتسخيرها في خدمة أجنداتكم، لا تُخفي الحقيقة عن أحد. إن بيانكم ليس بريئاً، وليس مجرد خطأ معلومة او سوء تقدير. فاللغة بحسب دريدا ليست مجرد وسيلة للتعبير، بل هي أداة تُستخدم لفرض تصورات محددة عن الحقيقة، تجعل الهيمنة تبدو طبيعية، وهذا هو عين ما فعله بيانكم يا مركز الاستنارة والتنمية البشرية في جعل هذه الهجمات التي تشنها المليشيا التي تتحالفون معها تبدو طبيعية ومبررة. خطابكم ليس بريئا على الاطلاق، ولا ينطلق من ركائز واجبات المجتمع المدني في الدفاع عن الناس. فعندما يتم استخدام الكلمات كادوات للتضليل وتوزيع الاكاذيب وترويج روايات بديلة تخدم الفاشست كما تفعلون، تصبح اللغة نفسها اداة للقمع. وبيانكم الكذوب مثال لذلك فهو حجر بناء لسردية تبرر لهيمنة فاشية الدعم السريع وتحويل الفظائع والجرائم التي ترتكبها الي افعال طبيعية ومبررة. ما تقومون به هو إجتهاد مُتقن لتحويل الظلم والقمع الي ضرورة وفضيلة!
السادة في مركز الاستنارة:
ليس لدي منافسة معكم أو مع غيركم في شأن عام أو خاص. هذه عقلية بائسة تسيطر عليكم وعلى آخرين ممن يعتقدون أن المواقف في الشأن العام تُتخذ بحساب المكاسب والخسائر. وطننا يعيش في كارثة وشعبه يعاني من أقسى محنة مرت عليه في تاريخه، وأنتم وآخرون اخترتم أن تكونوا في جوقة تبرير لهذه المعاناة والمأساة باستغلال نفوذ رمزي تظنون أنه يمنحكم شيكاً على بياض لتحديد ما هو صواب وما هو خطأ، حتى ولو جاء ذلك في شكل مغالطة تفضحها أعين الناس في وضح النهار.
وما أدل على ذلك من المناشدة التي وجهتموها في بيانكم لزملائكم الذين انسحبوا من البيان بالعودة إليه، دون أن تأخذوا بالاً أنهم لم ينسحبوا، وهم لم ينضموا إليكم أصلاً في التوقيع على البيان المزور. لقد قمتم بزج أسمائهم فيه دون علمهم، سعياً وراء تضخيم أكوام التضليل والتدليس.
للأسف، وأنتم تزينون اسم مركزكم باسم رجل عظيم وهب حياته وتاريخه للدفاع عن ما اعتقد وأمن بأنه الحق والحقيقة، فقد دنستم اسمه بتحولكم إلى مجرد أداة لممارسة الهيمنة الإعلامية في خدمة أجندة فاشية تخدم ميليشيا الدعم السريع التي تتحالفون معها ومن يقف خلفها، عبر الترويج لأكاذيب تبرر جرائمها. حتى اني استحيت من ذكر اسمه مقروناً بمركزكم في متن هذه الكتابة.
إن الدفاع عن المجتمع المدني وعن قيمه ومصداقيته لا يحدث على طريقة “خلوها مستورة”، التي تحاولون الدعوة إليها في فقرات بيانكم الأخيرة، بل بالاعتراف بالخطأ والتراجع عنه، كما ذكرتم. فالحق احق ان يتبع، ذلك ان كنتم تعرفون من ارث الخاتم عدلان الذي تتسمون باسمه شيئا.
ولعلكم، وأنتم ترون عواقب ذلك، تعيدون النظر فيما ساهمتم فيه من قتل السودانيين الآن في معسكر زمزم وزيادة عذاباتهم ومعاناتهم.
أما الحديث عن التأهيل الأخلاقي
الذي رميتمونا بقلة حظنا منه في معرض نقدكم، فلن أعاف تذكيركم بغرابة أن يأتي ذلك من مركز ذاع عنه صيت تهم الفساد المالي والإداري، واستخدام تمويله في الرشاوى السياسية والصراع على مرتبات تمويل المركز، حتى انفجر ذلك بانقسام حزب سياسي (حركة حق، 2011)، وبعدها تم إجبار مديره السيد الباقر عفيف على الاستقالة من رئاسة مجلس أمناء منظمة الديمقراطية أولاً لتفادي التحقيق في تهم فساد وخداع للمنظمة (2015 – 2016).
لم يعفِ مركزكم حتى عن استغلال حوجة شعبنا والجهود الإنسانية العظيمة التي تقوم بها غرف الطوارئ وقت الحرب، لاقتطاع 12٪ من أي تمويل من المانحين للجهود الإنسانية التي تقوم بها الغرف كمصاريف إدارية لمركز الاستنارة، الذي لا يتعدى جهده تلقي الأموال في حسابه البنكي ثم تحويلها إلى الغرف، مع مواصلة الابتزاز بعد ذلك لرفع النسبة المخصصة للمركز إلى 20٪ من المنح المخصصة لقوت السودانيين وغوثهم في زمن الحرب.
الابتزاز، يا أعزائي في مركز الاستنارة، تمارسونه أنتم وتقتاتون عليه.
وصاحب هذه الكتابة قضى ردحاً طويلاً من عمره متنقلاً بين معتقلات الإنقاذ وحكمها الشمولي، بما لا يدع عنده مساحة للاستجابة لهذه المزايدات الرخيصة. ليس لنا بطحة في الشأن العام لنتحسسها خوفاً من بذاءات جوقة مناصريكم وحلفائكم في الميليشيا وخارجها. فانظروا أي أجندة تخدمونها واستقيموا في شأن السودانيين، ولا تحاولوا ابتزاز الناس للصمت عن أفعالكم. فهذا محال.
وإن لم تخشوا عواقب أفعالكم، فاختشوا منها.
فشعبنا لا يستحق أن تُهرق دماؤه قرباناً لمطامعكم في خدمة الميليشيا ومن يقف خلفها.
أمجد فريد الطيب – بدون حلفائه الذين لم تذكروهم خشية او تقية
21 ديسمبر 2024
Comments
Popular posts from this blog
Sudan’s Votes and Violence; the high road to Somalia
July 07, 2014
Image
Sudan’s Votes and Violence; the high road to Somalia Brigadier Mohammed Hamdan Dgulw (Hemiditi) with his men in Darfur In January 21, 1991, the state collapsed in the republic of Somalia, leaving the country in a state of brutal chaos that did not reach an end until today. This collapse was inevitable result of the policies of General Mohamed Siad Barre’s military regime who violently took the power seat in 1969 coup, nine years after the independence of Somalia. Barre’s political scheme was based on centralization of powers using military forces and para-formal militias in different ways until this over centralization swallowed the state itself. Many similarities are found between the Somalian fate and the current situation in Sudan; · The harassment, detention, and torture of political opponents. · The over expenditure on military forces (reaching up to 80% of state expenditure in both cases) at the expense of other public services….
Read more
تقدم وخدمة الاجندة الحربية لمليشيا الدعم السريع والإمارات
November 02, 2024
تقدم وخدمة الاجندة الحربية لمليشيا الدعم السريع والإمارات أمجد فريد الطيب قد يحمد احدهم لتحالف “تقدم” أنه بعد 18 شهرًا من انكار الانتهاكات وتبريرها والمماطلة في الاعتراف بها، قد انتبه أخيرًا إلى قضية حماية المدنيين وبدأ يتحدث عنها وعن المناهج اللازمة لتنفيذها. ولكن للأسف، بدلاً من تبني هذا الخطاب كموقف إنساني محايد يعيد بناء جسور تواصلهم مع الشعب الذي ساهمت خيانتهم في تقتيله وتشريده وتعذيبه ونهبه واغتصاب نساءه، أصر تحالف تقدم على استخدام هذه اليافطة الانسانية لخدمة الطرف العسكري الذي يتحالفون معه، تمامًا كما حاولوا من قبل تسخير شعارات الثورة وخطاب التحول المدني الديمقراطي لدعم سرديات مليشيا قوات الدعم السريع في بداية الحرب. مسعى حماية المدنيين ذو طابع إنساني في المقام الأول، وكان يجب أن يكون شاغل كل مهتم بالشأن العام في السودان منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب. ولكن شغلتهم أطماع تقاسم السلطة عبر حل سريع يكافئ المتحاربين على حربهم ويمنحهم مقعدًا في طاولة السلطة. هذا الشأن الإنساني لا ينبغي تسييسه أو محاولة استخدامه لترجيح الكفة العسكرية لطرف على الآخر. فهو مطلب متعلق بالمدني…
Read more
Sudan: Tempus Vero, Veritas Liberabit Vos
April 18, 2023
Image
Sudan: Tempus Vero, Veritas Liberabit Vos Amgad Fareid Eltayeb* Three days of fighting between the Sudanese Armed Forces and the Rapid Support Forces (RSF) resulted in over 200 casualties, hundreds of others wounded and assaulted and extensive destruction of an already collapsed infrastructure. It is time to wake up from the trance that affected everyone post the 2021 coup and face the reality. There is no pro-democracy or pro-transition side among the parties in this conflict. It is a fight between two partners in one crime, 25 October 2021 coup, over the spoils of their crime. This is a war between two evils who both don’t have the interest of this country in their hearts. Hemiditi’s war was inevitable. The RSF is an abnormal appendix to the state’s normal organisational structure. With its independence, military nature, and the ambition of its leader, it posed a continuous existential threat to the state . The 2021 coup exaggerated Hemiditi’s lust for power …
Read more
Powered by Blogger
Theme images by nicodemos
My photo
Sudanseen
Visit profile
Most read
في شأن العصيان وسبل مقاومة الطغيان
December 21, 2016
في شأن العصيان وسبل مقاومة الطغيان أمجد فريد الطيب بثت الدعوات الي العصيان المدني، الاول في ٢٧ – ٢٩ نوفمبر والثاني في ١٩ ديسمبر، روحا جديدة في حراك النضال والمقاومة المستمرة ضد نظام المؤتمر الوطني . واعادت الي الاذهان التذكير بعدم شرعيته وطبيعته الانقلابية . وكان النجاح الكبير الذي لاقته الدعوة الاولى تجسيد شعبوي لاستفتاء واسع بنزع قميص الشرعية عن عورات حكم السفّاح . وكذلك كانت – رضي اصحاب الدعوة المجهولين ام ابوا – تتويجا لحراك طويل ومتواصل من القوى السياسية ضد النظام الانقلابي منذ يومه الاول . دفعت في ذلك أثمانا باهظة من دماء الشهداء وسنوات السجن والاعتقال والتعذيب والتشريد . كل تلك التضحيات فتت في عضد الاحزاب السياسية بالاضافة الي استشراء الامراض الداخلية الامنية والتنظيمية في هياكلها مما اقعدها عن مقاربة مزاج الجماهير لسنين عدة، وساهم في نجاح وانتشار الدعاية السلبية التي يروجها جهاز السلطة عنها . غير ان كل ذلك لا ينفي عبقرية …
أزمة السودان: معضلة فقر ام استغلال؟
أزمة السودان: معضلة فقر ام استغلال؟ د. أمجد فريد الطيب لعل أحد أكبر المشاكل التي تواجه السودان وتساهم بشكل رئيسي في صناعة أزمته السياسية والاجتماعية الماثلة، هي الاعداد المتزايدة للمواطنين الذين يعانون من الحرمان من ابسط الحقوق الاجتماعية غير المتوفرة لهم، بل ان هذا الحرمان والاشكال المختلفة والمتزايدة من المعاناة الناتجة عنه هو الجذر الأساسي للمشكلة السودانية. هذا الحرمان يتم تفسيره بشكل ميكانيكي بعزوه الي فقر البلاد. ولكن الحقيقة فان السودان ليس دولة فقيرة بحسب التعريف التجريدي للفقر (النقص او الشح في الممتلكات المادية او الأموال). فالناتج القومي الإجمالي للدولة السودانية لعام 2017 مثلاً يبلغ 117.49 مليار دولار، في حين يبلغ الناتج القومي الإجمالي في نفس العام لدول مثل جنوب افريقيا وسنغافورة وهي دول ضمن منظومة الدول العشرين الاقتصادية العظمى ( G20 ) 349.42 مليار دولار و323.91 مليار دولار على التوالي، او حتى بالمقارنة مع دولة مثل الكويت التي بلغ فيها الناتج القومي الإجمالي لنفس العام 120.13 مليار دولار. بل ان هذا الناتج القومي الإجمالي للسودان يضعه في ترتيب متقدم على د…
Read more
لماذا يضرب الأطباء يا ضياء ؟
January 07, 2019
Image
لماذا يضرب الأطباء يا ضياء ؟ د. أمجد فريد الطيب عضو نقابة اطباء السودان ( ١ ) كتب السيد ضياء الدين بلال رئيس تحرير السوداني، مقالا طويلا حكى فيه عن زيارته لمريض في مستشفى حكومي فوجد من مدير المستشفى ان الأطباء اغلبهم في إضراب. مقال ضياء عبارة عن مرافعة يتهم فيها الأطباء بجرثومة عدم الاخلاقية في إضرابهم الذي وصفه بانه سياسي. ويزعم ان نفس هؤلاء الأطباء لا يتغيبون عن اجنحة المستشفيات الخاصة، بما ينقل للمرضى ضرورة البحث عن مال للعلاج حتى يسقط النظام. ويلخص ضياء مقالته في ان الإضراب غير انساني وغير اخلاقي وان جرثومته تسربت للأطباء من النادي السياسي الذي يعاني شحا اخلاقيا مريعا بحسب تقييمه ويعتبر امن المواطن وصحته ومعاشه وسيلة لتحقيق المكاسب. ويدعي ضياء في نفس مقاله انه حتى في الدول الديمقراطية ( المتقدمة كما وصفها ) والتي تتيح حق الإضراب لا يضرب فيها الأطباء لأسباب سياسية. ( ٢ ) حسناً، يبدو ان السيد ضياء لايفهم لماذا يضرب الأطباء وهو ما سأحاول افتراض حسن النية وتوضيحه له قدر استطاعتي، لكن الأدهى والأمر ان ضياء يدعي انه لا يفهم ماهية السياسة التي يرميها بألسِنة حداد، ويخ…
Read more
Archive
Twitter
Tweets by @Amjedfarid
Search
Search this blog