القطار الحادي عشر ينطلق من القاهرة حاملاً أكثر من ألف سوداني في رحلة العودة إلى الوطن

القاهرة – اخبار السودان

غادر صباح اليوم الأربعاء القطار الحادي عشر ضمن الفوج (33) من مشروع العودة الطوعية المجانية للسودانيين، الذي تنظمه منظومة الصناعات الدفاعية، حاملاً على متنه ما يقارب (1200) مواطن سوداني، بينهم أسر كاملة، إضافة إلى منسوبي الخدمة المدنية من المعلمين، في رحلة عودة طال انتظارها.
القطار الذي غادر محطة رمسيس في اتجاه أسوان سيصل إلى محطة السد العالي عند الساعة (23:10) مساءً، ومنها يواصل الركاب رحلتهم عبر البصات إلى ولايات ومدن السودان المختلفة؛ أم درمان، شرق النيل، الحصاحيصا، مدني، وقرى النيل الأبيض. وقد بدا المشهد في المحطة مؤثراً؛ أمهات يودعن مصر بقلوب شاكرة، أطفال يلوّحون بأيدي صغيرة متلهفة، ورجال يتبادلون النظرات الصامتة التي تختزن حكايات الغربة والتعب، لكن يحدوهم جميعاً الأمل في بداية جديدة على تراب الوطن.

المنظومة، وبالتنسيق مع هيئة سكك حديد مصر، حرصت على توفير جميع التسهيلات، بدءاً من لحظة استقبال الركاب، وتخصيص فرق دعم لمساعدة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، فضلاً عن تجهيز عربة خاصة لنقل الأمتعة والمتعلقات الشخصية، ووجبات مجانية.
مشاهد الانسياب والتنظيم المحكم أعطت طمأنينة للمسافرين، الذين عبّروا عن امتنانهم للحكومة والشعب المصري على الدعم المتواصل منذ وصولهم وحتى لحظة عودتهم.
وفي موازاة ذلك، غادرت خمسة بصات سفرية من ميدان عابدين بالقاهرة، تقل نحو (250) من العائدين إلى وجهات قريبة مثل الحلفايا، العيلفون، وسوبا.
ومع تسارع عمليات التفويج خلال الأيام القادمة، تتجدد الفرص أمام أعداد أكبر من السودانيين الراغبين في العودة. وبينما يشق القطار مساره الطويل جنوباً، تظل الذاكرة معلّقة على مشاهد إنسانية تختصر الحكاية: نساء يتهامسن بالدعاء، أطفال يملأون العربات بضحكات بريئة، ورجال تتعلق عيونهم بأفق السودان البعيد، حيث ينتظرهم وطن جريح لكنه يفتح ذراعيه لأبنائه.