بشارة جمعة أرور يكتب مراسم الوداع_ سودان بدون أوهام الماضي وخداع الذات

ستشاهدون في المرحلة القادمة مشاهد من دراما الانهيارات وخطوات إنهاء الحرب بجانب ظهور بعض…،الأحزاب والتنظيمات السياسية التي تزور البلاد وكانهم ضيوف أو وفود بعثات بين الفينة والأخرى كانت المعنية بالتقاط قفاز المسؤولية الوطنية وتقوم بالدور المحوري والأساسي لإنهاء الحرب في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد إلا أنها ظلت عاجزة بل أثبتت أنها أضعف من أن تتولى طرح الرؤى والأفكار أو مبادرة جادة تعيد بها الحكم المدني وتلعب دورها السياسي المنوط بها…،للأسف هي الأخرى سارت على خطى الحرية والتغيير(تقدم)التي كانت وما تزال تنتظر عسكرياً ولو كان مرتزق يشاركها أو يدلها على طريق العودة إلى الحكم المدني أو يسلمها مفاتيح السلطة،لذا تتجول وتصول وتمارس العمالة والخيانة والارتزاق بالتقسيط وتشخُر في الفنادق كما العاطلين عن العمل.
والأحزاب والقيادات المتجولة التي تزور البلاد،أيضاً تفضل النزول في الفنادق والشقق على حساب المواطن السوداني الذي يرزح تحت وطأة الحرب،ومعاناة لا تطاق…،لذلك في الآونة الأخيرة بعض الشخصيات أبدت ملاحظات على هذا الصرف والإنفاق البذخي،وإِستنكرت نزول الأحزاب والجماعات السياسية الزائرة في الفنادق والشقق على حساب المواطن…،القيادات السياسية الواعية أصبحت تنعي التنسيقيات بمسمياتها وأنواعها المختلفة بشتى الطرق والوسائل،منهم من غادر معلناً…،ومنهم من إنسحب خلصة وهنالك الكثير من الأصوات بداخلها تنادي بالإصلاح لأنها غير راضية عن الوضع الماثل…،فالتنظيمات الصورية والإنتماءات الشكلية والوهمية صارت مقززة والزيارات الاستعراضية هنا وهناك والتقاط الصور التذكارية لن تصنع أبطال من أولئك الذين يجيدون التمثيل والفهلوة حتى في ظل أشتداد نيران الاحتراب والاقتتال،ولن تستمر مسرحية اللامبالاة وزيارات المواقف الديكورية لتلك الأحزاب والتنظيمات السياسية المحنطة،ليحدثوا الناس بأنهم جاءوا لدعم القوات المسلحة والوقوف مع الشعب.
الحمد لله قد فشلت كل المخططات السرية طويلة الأمد وكذلك محاولات إيجاد مظلة أو مسمّى يختبئ تحتها الذين لا خير في كثير من نجواهم…،وما عاد ممكن أن تدار الأحزاب من خارج الحدود فكلها تحولت إلى هراء ونوع من الدعاية الإعلامية لذلك خلصوا نجيا،وزعيمهم يقول في كل الجلسات ماذا ترون؟؟!! الإجابة ستأتيهم…،وعلى حافة مراسم الوداع لهذه الحرب اللعينة والاقتتال الوحشي ومظاهر الدمار الشامل،تسربت أخبار الجلسات السرية،وتفيد بأن الأمور ستسير وفق ماهو مخطط له”من زمان ما قلنا ليكم الكلام دا،أم تنتظرون أن يأتيكم من الذين ترضون حديثهم وتحبون تمجيدهم في لا شيء”للمرة الأخيرة إن هذه المعلومات مستوثق منها،وقد قضي الأمر وأن ما يلوح في الأفق هو بداية عهد جديد في طريقه إلى التشكل وذلك يستحق الانتباه…،والسعودية وأمريكا،إيران،تركيا،مصر،قطر،((الإمارات))…،رغم البعض يبطن ويراوغ لتجنب وتقليل ضغوط الأيادي الخارجية التي مازالت تتدخل في إدارة…،وما يثار هذه الأيام أخشى أن تكون بندق في بحر وفقاعات إعلامية لأهداف مكشوفة ومحدودة تطفو على سطح المشهد الآن ثم تنزل إلى قاع التسويات رويدا رويدا…،”زعيم وقائد كبير شغال…،قيادات وإدارت أهلية منبثقة تلملم في…،والجودية والاتصالات…،بالواضح المرحلة القادمة ستكون أكثر غموضاً وجاذبية لما تحملها من مفاجآت وأسرار خفية صادمة ستُكشف في حينها فلا تستعجلوا فقط ترقبوا الخفايا والخبايا والأسرار للوقت المعلوم.
#سودان بدون أوهام الماضي وخداع الذات