احمد مبارك الشيخ محمد البشير يكتب ‏ما يحدث في ولاية الجزيرة وقراها أكبر من كارثة

في الجزيرة نزرع قمحنا نزرع قطنا نحقق املنا..

تدشين حصاد القمح رغم الحرب والتهجير والقتل والسلب والنهب

الجزيرة قلب السودان النابض

الجزيرة الكرم والجود والشهامة والفن والثقافة والرياضة والعلم والنور والتنمية والعمران .

الولاية الوحيدة التي تبني وتشيد الموسسات الحكومية بالجهد الشعبي والمغتربين والخيريين ….نعم تشيد المدارس..والمستشفيات..والاندية الثقافية والاجتماعية..وخلاوي القرآن ..والمساجد…بالجهد الشعبي والمغتربين والخيريين..وكمان البنية التحتية حتي الطرق …الحكومة تجي تفتتح وتحتفل فقط …….
أبناء ولاية الجزيرة بالخارج المغتربيين….عند بداية الحرب وبداء النازحين .المجي الي ولاية الجزيرة …شكل المغتربيين غرفة لجمع الأموال …بالدولار والريال …وتكفل بكل احتياجيات النازحين …تهئية الماوي. والاعاشة ..والعلاج …..فرشوا كل المدارس …والمنازل حقت المغتربيين المغلقة….وتم توزيع النازحين ….لكتابة هذه الاسطر ..وبعد اجتياح الدعم السريع ولاية الجزيرة…موجودين ….وبعضهم اجانب ..سوريين …الخ …وهكذا هم أهل الجزيرة …اخونا من سليم. …رغم ظروفه في السعودية..الكفيل وقفه وخرج ليه …واولاده معاه….الا انه استضاف اسرة سوريا…….يتسلف ويحول ليهم عبر والده….نسال الله ان يحفظ سليم واهلها..

الجزيرة الولاية الوحيدة التي انصهر فيها الكل وتلاشت القبيلة والقبلية……مافي حد في الجزيرة يقول لي قبلتك شنو…حتي أطفال ما عارفين قبائلهم …كل الناس صحاب كل الناس أهل ولا فرق بين عجم علي عربي الا بالتقوي. …

تعال شوف معني الاسلام الحقيقي في الجزيرة …الجيران ..والاهل ولمة الحبان…….تعال اسكن الجزيرة .تجد الأمان والحنان وكمان تعمل ليك أهل …الجميع يبقي ليك أهل.

،ما يحدث في ولاية الجزيرة وقراها أكبر من كارثة وأعظم من مأساة. ‏جحافل التتار، وجيوش المغول، وحملات الدفتردار تستبيح بلاداً لم تقدم لوطنها سوى الخير. ‏قلوبٌ بيضاء كلوزات القطن. ‏أيادٍ خضراء تعطي بسخاءٍ وتواضع، كأنها تأخذ ولا تمنح. ‏دواوين مفتوحة لضيوف الهجعة، وزُوّار الصباح، وطلاب العلم. ‏خلاوي ومساجد لتعليم القرآن وإطعام الجائع والمحروم. ‏الجزيرة حالةٌ اجتماعيةٌ نادرةٌ وفريدةٌ، ذابت فيها فوارق القبائل والألوان والطبقات. ‏ولم يبق سوى طِيب العُشرة، وحُسن الجيرة، وعجين الود والمحَبّة. ‏وفي الذاكرة، يصدح الصوت الخريفي الجميل: ‏في الجزيرة نزرع قطنا نزرع قمحاً نحقِّق أملنا…. ‏فعلوا فيها كل المُوبقات في تواريخ الحروب: ‏نهب وقتل واغتصاب وإذلال وتهجير وقهر الرجال. ‏استباحة شاملة من ذئاب بشرية ضارية، ذات قلوب مُتصخِّرة، وأنفس مُتعطِّشة للدماء. ‏ذئاب لا تُفَـرِّق بين صغير وكبير، امرأة ورجل، شاب وطفل. ‏قرى ليس بها حتى أقسام شرطة، وقد لا توجد بها بندقية واحدة للصيد أو مسدس ماء للعب الأطفال . ‏تهجّـم عليها سيّارات مُدرّعَـة بالثنائي والرباعي، والدوشكات، وشهوات النهب والسلب والاغتصاب.

حقد أعمي علي اهل الجزيرة ..لماذا الله أعلم وهل جزاء الأحسان الا الأحسان …

كل ذنب ولاية الجزيرة انها حملة ميزانية السودان قرن كامل نعم قرن كامل ..كانت ميزانية السودان من مشروع الجزيرة

أنا محاسب ود تخصصي كان الفصل الاول والثاني وكل الميزانية من مشروع الجزيرة. .

في ثمانينات القرن الماضي ..وقت المجاعة. استقر في ولاية الجزيرة .الالف من النازحين من دولة الجوار ودارفور ….ولليوم موجودين داخل ولاية الجزيرة ..حاول الدعم السريع وضعفاء النفوس زرع فتن بينهم وأهل الجزيرة لكن هيهات….بيننا الملح والملاح ….ولكل قاعدة شواذ….لو حصلت تفلتات فردية لا تعمم. …