الطريق إلى الإذاعة استرداد ذاكرة أمة

رصد _ اخبار السودان
ياصوتها لما سرى عبر الاثير معطرا
كانت هذه آخر الكلامات التى دندن بها قائد سلاح المهندسين داخل عربته المرابطة فى شارع الأربعين وهو يتابع باهتمام بالغ الصيد الثمين القادم من جهة ود البشير لفك الحصار على الإذاعة وتخليص مرتزقة آل دقلو من فك متحرك اسود العرين.
كانت الموجة الأولى عند الساعة الواحدة صباحا استطاعت المسيرات حصد ٥٢ عربه ثم ١٠ عربات تفرقت داخل أحياء ام درمان القديمة.
عند الساعة الثالثة صباحا لم يستطع المحاصرون الانتظار وهم على علم بأن ابطال القوات المسلحة السودانية عقدو العزم على تحرير أثير السودان من قبضة الخونة والمرتزقة الذين احتلو ذاكرة الأمة السودانية فتحرك المتحرك قوامه ٤٠ عربة لاندكروزر بعتادها من أجل الإفلات من قبضة نسور الجو واسود البر فى القوات المسلحة .
*التجاني الماحى*
ولبروفسير التجاني الماحى ماض عريق كعراقة امدرمان ويأبى القدر أن تهلك تلك القوة بجوار مستشفاه المخصص للأمراض العصبية والعقلية وهى دلالة ربانية فى هذا الشهر الفضيل أن هؤلاء ما اقدمو على تدمير السودان الا لأنهم من ذوات الأمراض العقلية والعصبية وما أفعالهم وطبائعهم تشي بهذا الأمر.
عند الصينية كان الجيش حاضرا ينتظر بلهفة الصيد الثمين الذي دخل عرين الاسد فاستلمهم جميعا وهلك من هلك وفر من فر وكان الاستلام حيا للعربات القتالية.
*الطريق إلى الإذاعة*
ما أن انتهت مسيرات الجيش والمشاة من حفل الشواء الوطني كان الطريق ممهدا ليعانق الأبطال ذاكرة الأمة التى غدر بها الاشرار.
لم تكن هناك مقاومة تذكر فقد انهزم الجمع وولو الدبر.
دخل أبطال القوات المسلحة الإذاعة السودانية التى اسكتها جنجويد آل دقلو ١٠ أشهر وهم يعلمون أنها تمثل الرمزية التاريخية للشعب السودانى
*ظلت الإذاعة وعلى مدار تاريخها المجيد منذ فجر الاستقلال هى ذاكرة الأمة حيث احتفظت مكتبتها العريقة بخطاب اسماعيل الازهري رافع العلم أمام البرلمان البريطاني مطالبا بالاستقبال وفيها لقاء البروفسور على شمو لكوكب الشرق ام كلثوم وهى تحى حفلا فى الخرطوم من اجل المجهود الحربي لرد العدوان الاسرائلى على مصر وفيها مقرارات اللاءات الثلاثة نصرة للوطن العربي ضد إسرائيل وفيها زيارة مانديلا للسودان*.
فنيا كانت الإذاعة هى العاطفة لانسان السودان بكل سحناته وطبقاته فكان (جدى الريل ابو قزيمة تعالى نتمشي فى الغيمة)
وكان وردى يصدح (عشانك بكاتل الريح عشانك فؤادي جريح *عشانك انا مقتول)
كما احتفظت الإذاعة بلحظات الاستقلال التاريخية *كانت هنا امدرمان رمزا لحركات التحرر الوطنى الأفريقي فكانت المهمة(للومابما وملس زناوى وحسين هبرى، وادريس دبي ، واسياس افورقي)*
اليوم يرفع أبطال القوات المسلحة التمام من داخل ذاكرة الأمة ويتطلع الشعب السوداني أن يستفيقوا من كابوس آل دقلو