امس الاثنين كان يوما استثنائيا لنا نحن مجموعة من الصحافيين بالقاهرة كنا في وداع اهلنا العائدين إلى ارض الوطن بعد غياب قسري بسبب الحرب .
الصورة تعكس مدى شوق المغادرين عند وداع الأهل الذين جاءوا إلى محطة قطار رمسيس ليشهدوا تحرك القطار باتجاه السد العالي .. حالة من الزحام والحركة بين المغادرين وكانهم يتوجسون من عدم اللحاق بالرحلة ..
شهدت تفويج عدد من البصات قبل عدة اسابيع من مجموع رحلات العودة الطوعية التي تقوم بها منظومة الصناعات الدفاعية عبر ادارة المسئولية الاجتماعية . لكنها المرة الاولى التي اكون حضورا للمرحلة الثانية من التفويج عبر القطار.
طريقة الاجراءات في تفويج اكثر من ١٢٠٠ شخص في الزمن المحدد تشير إلى دقة الترتيب والتنظيم والمجهود الكبير الذي بذل من قبل اللجنة المنظمة .. برغم عدم التزام عدد كبير من المسافرين بالتوجيهات فيما يختص بالعدد المسموح به من الحقائب إلا ان حصافة لجنة التنظيم تمكنت من ايجاد معالجات كذلك وجود مجموعة كبيرة جدا من المواطنيين لم تكن أسماءهم مسجلة في قوائم منظومة الصناعات الدفاعية وهي المرجعية الوحيدة في برنامج العودة الطوعية ادى إلى خلل كبير بسبب ما سببه من زحام ، هذه المجموعة الكبيرة قالت انها اطلعت على خبر صادر من السفارة السودانية بالقاهرة يدعو المواطنين إلى التسجيل عبر رقم هاتف محدد يتبع للسفارة .. برغم أنني لم اجد نفي او تاكيد لما جاء على لسان من سالتهم من غير المسجلين.
رحلة القطار كان في وداعها عدد كبير جدا من الصحفيين السودانيين بالقاهرة على رأسهم أساتذتنا دكتورة بخيتة امين ودكتور عبد اللطيف البوني ، ومجموعة من رؤساء تحرير الصحف والقنوات الفضائية المصرية ومراسلي وكالات الأنباء العالمية وهو دليل آخر لدقة التنظيم والترتيب التي تقف على راسه المهندسة اميمة عبد الله مدير رئيسة اللجنة العليا للعودة الطوعية ومعها فريق عمل في غاية المهنية .. شباب يؤمنون بما يقومون به من عمل إنساني عظيم قبل ان يكون واجب مفروض في اطار العمل العام.
اميمة التي عرفتها قبل اكثر من ١٥ عام في مجال النشر والكتابة الصحفية والأدبية نجحت ايضا في مهمة إنسانية عظيمة بما فرضته الحرب اللعينة على اعداد ضخمة من الشعب السوداني هجروا ديارهم التي احتلتها مليشيا الجنجويد والان قرروا العودة اليها بعد ان حررها الجيش الوطني العظيم .
التحية إلى قيادة منظومة الصناعات الدفاعية والتحية إلى اللجنة المنظمة والى سكة حديد مصر وقيادتها والتحية لكل من جعل ذلك ممكنا.
