*الجزء الرابع: الإعلام السوداني والعلاقات الخارجية.. من الإنعزال إلى التأثير*
*
في عالم تصاغ فيه السياسات وتتغير المواقف عبر الشاشات والمنصات لم يعد الإعلام مجرد مرآة للواقع بل أصبح أداة فاعلة في تشكيل صورة الدول وركيزة أساسية في بناء علاقاتها الخارجية. وفي السياق السوداني فإن الإعلام يمكن أن يتحول إلى قناة دبلوماسية موازية تساهم في إستعادة موقع السودان إقليميا ودوليا وتعزيز رسالته بعد الحرب.
*غياب الخطاب الإعلامي الخارجي*
رغم تعدد المنصات الإعلامية السودانية يلاحظ ضعف حضور السودان في الإعلام الدولي وغياب خطاب وطني موحد يخاطب العالم بلغة المصالح والإنفتاح وقد أسهم هذا الغياب في تعزيز الصورة النمطية السلبية وتضخيم التحديات على حساب الفرص.
فبدون رؤية إعلامية خارجية واضحة تظل مكاسب السياسة الخارجية عرضة للتشويه أو التبديد خاصة في ظل التنافس الإقليمي والحملات الدعائية التي تخدم أجندات أخرى.
*الإعلام كأداة للدبلوماسية العامة*
في العديد من التجارب الإقليمية لعب الإعلام دورا محوريا في تحسين الصورة الذهنية للدولة وترويج فرص الإستثمار وشرح مواقفها في المحافل الدولية ويمكن للسودان إذا ما أحسن توظيف إعلامه أن يستخدمه في:
•	 مخاطبة الشعوب والرأي العام الخارجي بلغات متعددة.
•	 دعم روايته الرسمية في القضايا الإقليمية والدولية.
• 	بناء جسور التفاهم الثقافي والسياسي مع الدول الأخرى.
•	 تعزيز الجاذبية الاقتصادية للبلاد عبر الترويج لموارده وفرصه.
*تحديات الإعلام السوداني في هذا الدور*
رغم الإمكانيات يواجه الإعلام السوداني تحديات تعيق قيامه بدوره الخارجي منها:
• 	ضعف البنية التقنية والمؤسسية في الإعلام الرسمي.
•	 غياب كوادر إعلامية مدربة في الدبلوماسية الإعلامية.
•	 عدم وجود إستراتيجية وطنية موحدة للتواصل الخارجي.
• 	تقاطعات السياسة الداخلية التي تؤثر على إستقلالية الخطاب الإعلامي.
*ما المطلوب؟*
لتمكين الإعلام السوداني من أن يكون ذراعا فاعلا في العلاقات الخارجية لابد من:
• 	إطلاق منصة إعلامية دولية ناطقة بلغات متعددة تمثل السودان الرسمي والشعبي.
•	 إعادة تأهيل الإعلاميين في مجالات الإتصال الدولي والدبلوماسية الرقمية والترويج السياسي.
•	 تأسيس شراكات إعلامية إستراتيجية مع شبكات وصحف دولية لتوسيع الحضور السوداني.
•	 دمج الإعلام ضمن منظومة التخطيط للسياسة الخارجية كجزء من أدوات التأثير الناعم للدولة.
*خاتمة: من التلقي إلى المبادرة*
إذا أراد السودان أن يستعيد موقعه في الخارطة الدولية فعليه أن يخرج إعلامه من دائرة التلقي ورد الفعل إلى دائرة التأثير وصناعة الإنطباع فالعلاقات الخارجية لا تبنى فقط في الغرف المغلقة بل أيضا في استوديوهات الأخبار وعلى شاشات الرأي العام.
وإعلام وطني واع ومنفتح ومتزن هو مفتاح لتعزيز صورة السودان وتثبيت مصالحه في أذهان الشعوب والمؤسسات في العالم.
*م. أحمد الدفينة*
*رئيس قوى الوفاق الوطني (وطن)*
*22 يوليو 2025م*

 
								 
			 
			