؛
تعليقه على تصريحات كاميرون هيدسون، المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية والباحث في المجلس الأطلسي، بشأن وجود ٧ قتلى إماراتيين في نيالا، تُعد تطوراً بالغ الدلالة في سياق الحرب المفروضة على البلاد، وتحمل أبعاداً استراتيجية وسياسية على عدة مستويات، يمكن تلخيصها في المحاور التالية:
أولاً: تأكيد الانخراط الإماراتي المباشر في الحرب
تصريحات هيدسون، تنقل التدخل الإماراتي من مرحلة الدعم غير المباشر (بالتمويل، التسليح، وتوفير الطائرات المسيّرة والدعم اللوجستي لقوات التمرد الارهابية) إلى مستوى التورط المباشر عبر أفراد على الأرض، وهو أمر لطالما نفته أبوظبي رسميًا. وجود قتلى إماراتيين على التراب السوداني:
• يوثق الطابع العملياتي لتدخل الإمارات.
• يكشف وجود عناصر استخباراتية أو عسكرية إماراتية ضمن أنشطة الدعم أو حتى التنسيق الميداني مع قوات التمرد.
ثانياً: البعد الجيوسياسي والإقليمي
وجود قتلى إماراتيين في نيالا، عاصمة جنوب دارفور، وهي منطقة تشهد تصعيدًا كبيرًا، يعني أن:
• الإمارات لا تكتفي بدعم السيطرة على الخرطوم فحسب، بل تسعى لإعادة تشكيل التوازنات في دارفور، التي تُعد مسرح نفوذ تقليدي لقوات التمرد.
• يُعزز ذلك الاتهامات بوجود أجندة إماراتية لإعادة إنتاج سلطة ميليشياوية متحالفة معها، على حساب الدولة المركزية والمؤسسة العسكرية ممثلة في الجيش الوطني.
ثالثاً: انعكاسات التصريحات على المشهد الدولي
تصريحات مسؤول أمريكي سابق بارز تعني:
• أن الملف الإماراتي في السودان قيد التناول والنقاش داخل أروقة السياسة الأمريكية، سواء داخل مراكز التفكير أو دوائر القرار.
• قد تفتح هذه التصريحات الباب أمام تنامي الضغوط الدولية على أبوظبي، خصوصًا في ظل التوثيقات المستمرة لممارسات التمرد بحق المدنيين، والتي قد ترقى لجرائم حرب.
• كذلك، فإنها قد تُسرّع من بلورة موقف أمريكي أو أوروبي أكثر وضوحًا تجاه سلوك الإمارات في منطقة القرن الإفريقي.
رابعاً: تداعيات داخلية سودانية
من ناحية داخلية، هذه التصريحات:
• تُغذي خطاب العداء الشعبي السوداني المتصاعد تجاه الإمارات، والذي بات حاضرًا في المظاهرات، الشعارات، ووسائل الإعلام.
• تُحرج شركاء الإمارات المحليين، وتُعريهم أمام قاعدة شعبية تنظر لتورط أبوظبي كمصدر للدمار والانقسام.
خامساً: احتمالات الرد أو التصعيد
تأكد مقتل عناصر إماراتية على الأرض:
• وهو ما دفع أبوظبي لتكثيف دعمها انتقامًا أو لحسم سريع عبر المسيرات التي .
• أو قد تُراجع تكتيكاتها تجنبًا للمزيد من الخسائر العلنية.
الخلاصة
تصريحات كاميرون هيدسون تشكل نقطة تحوّل في توصيف التدخل الإماراتي في السودان. فوجود قتلى إماراتيين – ثبت بالأدلة – يُعد دليلًا دامغًا على التورط العسكري المباشر، ما يُحمل تبعات سياسية وأخلاقية وقانونية على الإمارات، وقد يُعيد رسم معادلات الحرب، ويحفّز مواقف دولية أكثر حزماً تجاه التمرد وداعميه، لا سيما أولئك المتورطين في دعم ميليشيات عابرة للحدود.
