نهب 100 ألف قطعة أثرية

رصد_ اخبار السودان
كشفت إدارة المتحف القومي السوداني، عن نهب قوات الدعم السريع، (100) ألف قطعة أثرية تمثل كل الحقب التاريخية التي مرت على السودان.

وقالت مديرة الهيئة القومية للمتاحف والآثار في السودان، د. غالية جار النبي، لـ”الترا سودان”: “تم نهب كميات كبيرة من القطع بمستودع الآثار الذي يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل كل الحقب التاريخية التي مرت على السودان منذ أقدم العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية”.

وأضافت: “المنهوبات بها ذهب ومجوهرات ملوك وملكات نبتة ومروي، كما تم تدمير القطع المتبقية التي لم يتم نهبها مما يؤكد أن هذه العملية عملية ممنهجة ومدروسة لطمس الهوية السودانية وليست مجرد عملية نهب عابرة”.

وتابعت: “وفقًا للتقييم الأولي للجنة المختصة التي زارت المتحف، فإن حجم الدمار هائل، والعبث طال كل شيء تقريبًا”.
ووصفت جار النبي ما حدث بمتحف السودان بأنه “كارثة تاريخية بكل المقاييس”، وأن ما يقارب (90%) من المقتنيات الأثرية تعرضت للنهب والدمار في واحدة من أبشع عمليات التخريب التي شهدتها البلاد.

وقالت إن المعتدين لم يكتفوا بسرقة الكنوز الأثرية، بل استولوا على الذهب المحفوظ بالغرفة المحصنة، في مشهد يعكس نية واضحة للتدمير الممنهج”.

وأشارت إلى أنهم “عمدوا إلى إلقاء ما تبقى من القطع الأثرية على الأرض وسحقها بأقدامهم، وكأن الهدف كما ذكرت لم يكن مجرد السرقة بل طمس الهوية ومحو تاريخ السودان”.

وأوضحت أن أعمال التخريب لم تقتصر على نهب المقتنيات بل امتدت إلى مباني هيئة الآثار والمتاحف، حيث تم تدمير الأثاث والأجهزة بالكامل، بما في ذلك أجهزة الحاسوب التي تحمل توثيقًا لكل القطع بالمتاحف، في محاولة واضحة لمحو أي أثر للمؤسسة التي تعد المسؤولة عن حفظ تاريخ الأمة.

ويعد متحف السودان القومي من أكبر المتاحف في البلاد، تم افتتاحه في العام 1904 وأعيد افتتاحه في العام 1971، ويضم مقتنيات أثرية دالة على جميع فترات الحضارة السودانية منذ العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية، وتشمل المقتنيات الحجرية والجلدية والبرونزية والحديدية والخشبية. كما يحتوي فناؤه وحديقته على العديد من المعابد والمدافن والنصب التذكارية بأحجام مختلفة.