خارج النص ام درمان تحت القصف

كلما يبنيه أحمد عثمان حمزه والي الخرطوم في شهر لعودة الحياة لمدينة ام درمان تهدمه دانات القصف المدفعي في دقائق محدودة يوم أمس الاثنين تناولت فطور رمضان من اهلي وعشيرتي حموده مصطفى كربوس ولايزكر كربوس الا مقرونا بسيرة عمي الناظر كربوس زعيم النمانق إحدى كبرى بطون النوبه وأكثرهم انخرطا في الجندية من حيث العباسية العريق الذي تفوح منه رائحة التاريخ وعطر زيدان إبراهيم ونفحات الضو حجوج و فريق العباسية ايام دوري الخرطوم وقد بدأ حي العباسية النهوض من تحت رماد الحرب وحتى قبيل المغرب كانت فرق وعربات شركات الكهرباء تعيد ترميم خطوط الكهرباء وقد عادت بائعات الشاي وسائقي الحافلات لموقف الشهداء وبدأت بعض الصيدليات تفتح أبوابها وبعض المراكز الصحية في ود البنا وشارع الدومة وحتى كلية التربية وقد تنفست ام درمان القديمة من تحت أنقاض المباني التي تشهد على اقتلاع فرسان القوات المسلحة للجنجويد من تلك الأحياء اقتلاعا بقوة السلاح وعزيمة الرجال وبدأت بعد العودة من العباسية كل مساجد الثورات تصلي التراويح في طمأنينةوهدود ولكن ما أن دقت الساعة العاشرة ليلا الا وعاد الجنجويد إلى قصف المدينة بالمدفعية الثقيلة من غرب ام درمان وسقط ثمانيه شهداء وعشرة جرحي وذهبت أسرة بأكملها لجنات الرضوان شهداء في رمضان قتلوا ظلما وجعل الله لاوليائهم حقا في قتل الظالمين من غير إسراف ونامت ام درمان وعيونها دامعة وقلبها مفجوع من دوي الانفجارات التي استهدفت الحارة العاشرة الثورة وقبل أن تكفكف المدينة دموعها عاودت المليشيا نهار أمس القصف المدفعي على المناطق السكنية بكرري مرة أخرى الحارة ٩٥والحارة ٤٢كرري وحصدت المدفعية أرواح أكثر من سبعة مواطنين وفي المساء أيضا كان القصف بعد صلاة العشاء لتقصف ام درمان في اليوم بأكثر من عشرة دانات وهذا مالم يحدث من قبل حتى في أيام احتلال المليشيا لمدينة بحري ولكن بعد تحرير كل شرق النيل واستقرار الأوضاع في بحري تدهورت فجأة أحوال مواطني ام درمان وخاصة الثورات مما يعطل العودة الطوعية ويهدد بنزوح السكان بعد حالة الاطمئنان التي سرت بعد الانتصارات التي افسدتها المليشيا بضرب الأحياء السكنية والأسواق من غير ردة فعل واضحة للقوات المسلحة التي لها تقديراتها وظروفها واولوياتها ولكن توقف العمليات بغرب ام درمان نفح الروح في المليشيا التي تمركزت في الصالحة وغرب سوق ليبيا بإعداد كبيرة حيث تجمعت فلول القوات المهزومة في بحري والخرطوم هناك لمعاودة القتال من جديد وقتل المواطنين بالمدفعية بعيدة المدى
لن ترتاح ام درمان وتنام غريرة العين الا باقتلاع المليشيا مثلما اقتلعت من العباسية والموردة وود البنا والمسالمه التي نتمنى عودة غزالها في القريب القريب