رصد _ اخبار السودان
كشف الأمين العام لمؤتمر الجزيرة، المبر الريح الشريف، عن مقتل ثمانية آلاف مدني، وتسجيل (890) حالة اغتصاب، فضلًا عن إصابة عشرات الآلاف منذ اجتياح قوات الدعم السريع لولاية الجزيرة في ديسمبر 2023.
وقال المبر الريح الشريف إن عدد الضحايا بلغ ثمانية آلاف، إلى جانب عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين، بالإضافة إلى نزوح خمسة ملايين مواطن من ولاية الجزيرة.
وأوضح الشريف أن حالات الاغتصاب المسجلة وصلت إلى (890) حالة، مشيرًا إلى أن قوات الدعم السريع قامت باختطاف أعداد من المواطنين واحتجازهم، ثم طلب فديات من ذويهم.
وكانت أحزاب سياسية وهيئات مدنية قد اتهمت قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم قتل جماعي للمدنيين، وجرائم حرب، وعمليات قتل على أساس عرقي، فضلًا عن جرائم جنسية بحق النساء في ولاية الجزيرة.
وأكد الشريف أن جرائم الدعم السريع بحق مواطني الولاية بدأت منذ دخول قوات حميدتي إلى مدينة ود مدني، حيث نفذت عمليات تدمير ممنهجة للبنية التحتية، وعطلت عمل أكثر من (32) مستشفى و(150) مركزًا علاجيًا، كما نهبت كل آليات مشروع الجزيرة، الذي يُعدّ أكبر مشروع زراعي في إفريقيا، ودمرت هيئة البحوث الزراعية، التي تعد البنك المركزي للسلالات النباتية النادرة في السودان.
الوضع الأمني
وفيما يتعلق بالوضع الأمني في ولاية الجزيرة، خاصة بعد ظهور حالات نهب مسلح في شرق الولاية، قال المبر الشريف إن الجزيرة تشهد استقرارًا أمنيًا كبيرًا بعد تطهير معظم مناطقها، باستثناء أقصى شمال غرب أبو قوتة، حيث لا تزال بعض العصابات التي تتبع لقوات الدعم السريع موجودة.
وأضاف: “حوادث النهب التي ظهرت في بعض وسائل الإعلام وقعت قبل شهر، وتمت السيطرة عليها تمامًا، والآن تشهد المنطقة استقرارًا أمنيًا كبيرًا”.
تحدي الخدمات
وأشار الشريف إلى أن التحدي الراهن يتمثل في عودة الخدمات، واصفًا الوضع الخدمي في الولاية بـ”الكارثي”، خاصة فيما يتعلق بالكهرباء والمياه، موضحًا أن معظم البيارات تعمل بجهد أهالي الجزيرة أنفسهم.
وشدد الأمين العام للمؤتمر على ضرورة تدخل الدولة لإعادة الخدمات الأساسية للولاية، بما يسهم في عودة النازحين طوعًا إلى ديارهم.وطالب الشريف الدولة بإيلاء الكهرباء اهتمامًا خاصًا، والعمل على صيانة المحطة المركزية في منطقة “مارنجان” بالولاية.
وأشار إلى أن البنية التحتية للكهرباء تعرضت لأعمال نهب واسعة، شملت حتى الأسلاك، مضيفًا: “نطمح إلى أن تتم صيانتها قبل حلول شهر رمضان، حتى يتمكن العائدون من الصيام في ظل إمداد كهربائي مستقر”.
وأضاف: “تمت صيانة محطة الكهرباء في منطقة الحاج عبد الله، ونأمل أن تكون قد ساهمت في تحقيق استقرار كهربائي بجنوب الجزيرة”.
وأعرب المبر الريح الشريف عن أسفه لعدم تفاعل المؤسسات الرسمية مع أزمة كهرباء ولاية الجزيرة بالشكل المطلوب، خاصة بعد العودة الطوعية لعدد كبير من أهالي المنطقة.
عودة النازحين
ويقدر عدد المواطنين العائدين إلى قرى ومدن الجزيرة بنحو (50) ألف نازح، بعد أن استعادت القوات المسلحة السودانية السيطرة على معظم مناطق الولاية خلال الشهرين الماضيين. ومن المتوقع أن يتضاعف العدد في حال استعادة الخدمات قبل حلول شهر رمضان، الذي سيبدأ في الأول من مارس 2025.
وتفاقم الوضع الإنساني بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة ود مدني، عاصمة الولاية، في 18ديسمبر 2023، ما أدى إلى فرار نحو خمسة ملايين شخص من ولاية الجزيرة، في أزمة إنسانية وُصفت بأنها الأكبر عالميًا وفقًا لتقارير الأمم المتحدة.
