هل ينقذ الامير حزب الامة من التدمير؟

قراءة تحليلية / اخيار السودان

رقى الجيش السوداني اللواء عبد الرحمن الصادق المهدى الى رتبة الفريق واحالته للمعاش.
وهى خطوة روتينية تقوم بها قيادة الجيش كل فترة وفق ما يقتضيه الحال والمسار العسكرى الان ان ثمة تأويل حول احالة عبد الرحمن الصادق المهدى الى المعاش فى حين يمكن ان يتقدم اربعة اعوام اخرى هى عمر الرتبة العسكرية للترقية ليصل لرتبة الفريق اول.
ولكن من وجهة نظر السياسين فان الرجل يمثل طوق النجاة الوحيد لحزب الامة فهو بمثل نائب رئيس لجنة الحل والعقد بهيئة شؤون الانصار وكان الرجل قائدا لجيش الامة ابان معارضة نظام الانقاذ.
يرى مراقبون للوضع السياسي فى حزب الامة ان الاوضاع قابلة للانفجار فى اى لحظة خاصة وان تماهى رئيس الحزب المكلف فضل الله برمة ناصر مع مليشيا الدعم السريع والداعم الاول لفكرة تكوين حكومة منفى وجرت تفاهمات سياسية بين المليشيا وبين برمة بان يتولى رئاسة مجلس السيادة فيها بالرغم من نفي الاخير.
والضغط الممارس من قبل قواعد الحزب والانصار تجاه تماهى صديق الصادق المهدى والواثق البرير وبرمة ناصر من شانه ان ينسف تأريخ حزب الامة .
لذلك ناهضت مجموعة الاصلاح داخل الحزب تلك الخطوات وطالبت فى وقت سابق بان يخرج حزب الامة من تنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم) وكذلك طالبوا قيادة الحزب بالاتزام بمدأ الحياد وعدم الانحياز للدعم السريع .
وقال عضو المكتب السياسي فى حزب الامة مرتضي هباني فى لقاء سابق على قناة النيل الازرق فى البرنامج الذي تقدمة الاستاذة الصحفية سمية سيد ان مجموعة الاصلاح ترفض بشكل قاطع السير مع تقدم فى نهجها الداعم للمليشيا .

*مؤشرات*
ايضا ومن المؤشرات الواضحة لعودة الامير عبد الرحمن الصادق المهدى لسدة ادارة حزب الامة خطابه الاخير الذي القاه فى قبة جدة الامام المهدى بام درمان وطالب فيها حزب الامة بالخروج منها قائلا (اخوى لو وقف مع العدو يبقي عدو للبلد) وارسل عدة رسائل سياسية تتعلق بالحوار الوطني الشامل الذي لايستثنى احدا وكذلك دعا الى حوار يضم الامة والشيوعى والاتحادى الديمقراطي
كما بدير الرجل حاليا فى بورتسودان دفة العمل السياسي بمعاونة عدد من القيادات المؤثرة فى حزب الامة

*زيارات خارجية*
منذ اندلاع الحرب انخرط الامير اللواء عبد الرحمن الصادق المهدى واسرته معه فى الدفاع عن المدرعات وجلس الرجل فيها قرابة ال١٠ اشهر شهد فيها اعنف المعارك التى دارت من اجل الاستيلاء على المدرعات حتى تم اجلائه واسرته الصغيرة الى ام درمان ثم بورتسودان .
بعد هدؤء الاحوال العسكرية واسترداد الاذاعة السودانية وبيت الامام والقبة ومسجد ود نوباى وهيئة شؤون الانصار بدأ الرجل بزيارات خارجية ابتدرها بزيارة سريعة الى صديقه القديم المتجدد اسياس افروقي رئيس دولة ارتريا ثم اردفها بزيارة الى مصر حيث التقى فيها السيد جعفر الميرغني رئيس الكتلة الديمقراطية اكبر الكتل الداعمة للقوات المسلحة ونائب رئيس الحزب الاتحادي الاصل وتم فى اللقاء تفاهمات على مستوى عال للتنسيق بين حزب الامة والانصار وكيان الختمية والاتحاديين

عقبات فى طريق الامير.
كما هو معلوم بالضرورة ان العسكر ممنوعين بنص قانون القوات المسلحة من ممارسة السياسة لذلك كان يتطلب على الامير تقديم استقالته لحزب الامة التى قبلها المكتب السياسي فى زمن الامام نفسه الصادق المهدي وبالتالى يتطلب ان يتقدم الامير بطلب انضمام او فك تجميد عضويته فى الحزب من قبل المكتب السياسي الذي مازال منقسما بين مؤيد للجيش واخر للمليشيا .
غير ان مراقبين يرون ان عودة الامير لادارة دفة الحزب لا تحتاج الى تلك الخطوات التنظمية باعتبارها شكلية فى وضعية الامير وهو صاحب الحق الاصيل فى ادارة شؤون الحزب والانصار بعطائه ومؤشرات الخلافة من قبل الامام الصادق المهدى الذي سمح لعبد الرحمن ان يؤم المصلين فى عيد الاضحية فى العام 2016 والذبح نيابة عنه وهو ماعده عدد كبير من الانصار بمثابة خلافة الامير للامام .
العود احمد
تبقى عودة الامير عبد الرحمن الصادق المهدى الى رئاسة حزب الامة متفق عليها من جماهير حزب الامة والانصار .وقطاع واسع من ابناء الشعب السوداني لجهة انحياز الفريق عبد ابرحمن الى خيارات الشعب فى حرب الكرامة ضد الجنجويد كما ان الرجل له مقبولية في عدد من الدول وله تأريخ بطولى ودائما ما يجسد شخصية الامام الراحل والده فى العلاقات الاجتماعية .هذا بجانب دوره في تماسك كيان الانصار بعد وفاة والدته الامام الصادق .
ويرى مهتمون بشان حزب الامة ان عودة الامير مطلب من عدد كبير من قيادات وقواعد حزب الامة القومي لانقاذ الحزب العريق من متاهة الجنرال برمة ناصر الذي ضرب بتأريخ الحزب عرض للحائط .
فهل ينقذ الامير حزب الامة من التدمير؟