إستضافتنا ارض الكنانه ك عادتها بالبشر والترحاب ، بعد ان ضنكت وضيقت علينا مليشيا ال دقلو العيش في بلادنا الغاليه ، لم تبخل علينا ام الدنيا ، بل عاملتنا ك معاملة اهلها في كل شي ، وما زالت لأنها ام الدنيا بحق وحقيقة ..
وعندما قررنا ان نعود الي السودان ايضا لم تبخل، فقد رتبت عودة طوعية عبر جيشها الرسمي من أبوسمبل وحتي معبر أشكيت لمن رغب العودة …
وهذه تجربتي الشخصية اسردها للتاريخ وللإستفادة ايضا من معلوماتها لمن رغب العودة الي سودان الخير
والتي خرجت فيها من محطة الجيزة مساء الجمعه الاولي من شهر اغسطس علي القطار الروسي بالدرجة الثانيه المكيفة بمبلغ ٤٩٠ج مصري حتي مدينه اسوان ، في رحلة مريحة وممتعة جدا ،وصل فيها القطار صباحا الي اسوان والتي اتجهنا منها مباشرة الي موقف الاقاليم والذي يبعد مسافة الربع ساعه من محطة القطار لنحجز الميني باص ( بصات كبيره تشبه الي حد ما ..بصاتنا السفرية في السودان) الي مدينه ابو سمبل والتي تبعد من اسوان حوالي الأربع ساعات جنوبا بتكلفة ١٠٠ج مصري فقط للفرد ،
دلفنا الي البص في حوالي الخامسة تقريبا لنجد انفسنا عند التاسعة تماما امام بوابة الكتيبه الاستراتجية للجيش في ابوسمبل ..
افراد شباب من الجيش المصري يستقبلونك عند البوابة بكل ترحاب ياخذون معلومات القادمين وهواتفهم ليضعو عليها استيكر بالإسم لتسليمك لها عند المغادرة ( لا لشي .. سوي بعد الحرص لأنها مناطق عسكريه يمنع بها التصوير) دلفنا بعد هذا الإجراء البسيط الي فناء واسع تجد به كثير من الاسر السودانيه في الانتظار ،
نمنا ليلتها في هذا الفناء الواسع ع الارض .. وبعدها افادونا ان هناك كافتريا صغيره بها بعض الاحتياجات ومن ثم تم اعطاءنا ثلاث وجبات خلال اليوم ( عدس ومكرونه باللحمه وعدس للعشاء ) مع وجود كولر مياه ..
نفس الليله تم تصويرنا كمجموعه وتسجيل اسمائنا في لسته سفر اليوم مع دفع مائتان جنيه مصري للفرد للبصات التي سوف تقلنا الي معبر اشكيت ..
في حوالي الثالثة والنص صباحا بدا توافد البصات الي داخل الكتيبه وحينها بدا الضابط المناوب في تسليم الهواتف النقالة واللابتوبات الي اصحابها وبعدها توافدنا في ترتيب ونظام الي البصات التي خرجت بنا من المعسكر في حوالي السابعه والنصف صباحا مع تمنيات افراد المعسكر لنا بسلامة الوصول ..
صراحة لفت انتباهي وفي اخؤ نقطة في الحدود المصرية معسكر صغير للجيش المصري به افراد من الهلال الاحمر المصري قامو بتوزيع بعض مياه الصحه و إهدانا نحن النساء بعض المستلزمات الصحية في تعامل راقي وجاذب ..
وصل معنا بعض من افراد الجيش المصري حتي معبر اشكيت منظمين للبصات ولمداخلها حتي اخر نقطة وتسليمها لفرد من افراد القوات النظامية السودانية برتبة المساعد والذي بدوره قام بإكمال ترتيب دخول البصات بكل يسر .. في رحلة ل تستغرق ال ثلاث ساعات من ابوسمبل حتي معبر اشكيت السوداني …
يقيني ان الكلمات تتقاصر في مقام افراد الجيش المصري المنظمين لهذه العودة الطوعية تسهيلا للمواطنيين السودانيين وحفاظا علي الأرواح من جحيم التهريب الذي فقدنا فيه ارواح لا تعوض ..
نسال الله ان يرد السودان آمنه وأمانه قريبا جدا معافي من دنس التمرد ، وشكرنا اللامحدود لأخت بلادي يا شقيقة أرض الكنانة الغراء مصر العروبة والإخاء ..