نقلا عن الأحداث _ رصد اخبار السودان
عقد مجلس الأمن اليوم جلسة بشأن السودان، وقدمت بريطانيا
مشروع قرار يركز على الوضع الإنساني في مدينة الفاشر، شمال دارفور ويطالب قوات الدعم السريع بوقف الحصار المفروض على المدينة، حيث يعيش حوالي 1.5 مليون شخص تحت تهديد المجاعة والعنف. القرار يهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار على مستوى محلي في الفاشر، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل.
وقد أيد القرار 14 من أصل 15 عضوًا في مجلس الأمن، بينما امتنعت روسيا عن التصويت، حيث عبّرت عن قلقها بشأن بعض أحكام القرار التي تتعارض مع سيادة السودان، ورفضت التدخلات الخارجية التي قد تنتهك سيادة الدولة. من ناحية أخرى، دعت الصين إلى وقف القتال وتقديم المزيد من الدعم الإنساني لسد الفجوات التمويلية الكبيرة في خطة الاستجابة الإنسانية للسودان.
أظهرت روسيا والصين مواقف متباينة إذ امتنعت روسيا عن التصويت على قرار يطالب بوقف الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، وأكدت على أن بعض أحكام القرار تتعارض مع سيادة السودان كما دعت إلى احترام سيادة السودان وعدم فرض قواعد أو مبادئ خارجية على الدولة، ورفضت ما وصفته بـ “استغلال موضوع المجاعة” لأهداف سياسية. كما أعربت عن قلقها بشأن تدخل دول غربية في الشؤون الداخلية للسودان دون تعاون فعلي مع السلطات السودانية.
من ناحية أخرى، دعمت الصين القرار ولكنها شددت على ضرورة احترام سيادة السودان وسلامة أراضيه، ودعت المجتمع الدولي إلى تقديم مساعدات إنسانية بسرعة لدرء المجاعة المتفاقمة. كما أشارت إلى أن استمرار الصراع سيؤدي إلى مزيد من الاضطراب في المنطقة.
أما المملكة المتحدة، فقد كانت من بين الداعمين الرئيسيين للقرار، حيث شددت على ضرورة وقف الحصار لأسباب إنسانية وحماية المدنيين، مشيرة إلى أن الوضع في الفاشر كارثي ويحتاج إلى استجابة عاجلة من المجتمع الدولي لدعم جهود الإغاثة الإنسانية وحماية السكان المدنيين.
.وحذر مسؤولون أمميون من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل خطير مع. وأشارت مارثا بوبي، مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الأفريقية، إلى أن استمرار الصراع يؤدي إلى مخاطر متعددة مثل تفكك البلاد وزيادة التدخلات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى فقدان السودان لسيادته
ومن جهته عبّر مندوب السودان عن رفضه للتدخلات الخارجية التي تؤثر على سيادة البلاد، مع التأكيد على أن الصراع في السودان يجب أن يتم حله من خلال الحوار السوداني الداخلي. السودان دعا إلى ضرورة أن تدعم الدول الأعضاء والجهات الدولية الجهود الإقليمية لحل الأزمة، مشدداً على أن التدخلات الخارجية تعرقل الحلول السلمية وتفاقم الأوضاع الإنسانية.
بالإضافة إلى ذلك، طالب السودان بدعم الجهود الإنسانية والاعتراف بأهمية السيادة الوطنية وعدم تجاوزها. السودان أكد على ضرورة استمرار تقديم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين، ولكن مع احترام كامل لسيادة الدولة وتجنب فرض أي شروط قد تنتهك ذلك.