في خضم الخراب والدمار الذي طال كل القطاعات الحيوية في الدولة قد تصعب الكتابة عن مؤسسة بعيدا عن هذا الواقع الكارثي.
مليشيا التمرد لم تترك مصنع ولا مزرعة ولا مستشفى ولا مدرسة ولا سوق او حتى شارع مسفلت في المناطق التي دخلتها في الخرطوم ومدني ودارفور الا دمرتها بالكامل ..تدمير ممنهج بالهدم عن طريق القصف بالدانات او بالسرقة او الاثنين معا.
مع دخول الحرب على السودان عامها الثاني تزايد حجم الاضرار في قطاعات الزراعة والصناعة والبنية التحتية..فخرجت كثير من المؤسسات عن دائرة الانتاج تماما الامر الذي اثر على اعداد كبيرة من العاملين الذين فقدوا وظائفهم .
التعافي الصناعي لاي دولة
اثناء الحرب وبعدها عملية معقدة جدا لها متطلبات من موارد مالية و فنية واخرى تتعلق بالتسويق وبالكادر البشري .
برغم الاضرار الكبيرة التي تعرضت لها مجموعة شركات جياد والاستهداف المقصود والممنهج على كل مؤسسات منظومة الصناعات الدفاعية غير ان جياد فاجات الاوساط المحلية والخارجية بان تكون نموزجا للصمود والاصرار والعزيمة في مواجهة تحديات الحرب التي لم ينج منها احد .
في خضم هذا الدمار والخراب يبرز السؤال المهم ..
مالذي مكن هذه المؤسسة من الصمود .؟
رغم الاضرار التي لحقت بها عوامل كثيرة ادت الى صمود جياد اثناء الحرب جعلتها تستعيد قواها وتواجه اكبر كارثة حلت بالقطاع الصناعي وكل قطاعات الانتاج بل بكل البلاد .. هذه العوامل تمثلت في وجود ادارة قوية ومتمرسة ..هي سر نهضة جياد وسر استمرارها وسر نجاحها .وايضا سر صمودها ضد عاتيات زمن حرب الجنجويد.
الادارة التنفيذية لجياد وضعت خطة محكمة وبرنامج تنفيذي لها بتوقيت زمني معلوم .فاستطاعت تامين التمويل الذي يشكل اكبر المشكلات لقطاع الصناعة .كما نجحت في اعادة تاهيل القوى العاملة واخرجتها من احباط الحرب لقوة دفع الانتاج ..
نجحت ادارة جياد في تطوير و تنويع انتاجها .وتقديم خدمات جديدة تنافسية يحتاجها السوق السوداني لمقابلة اثار الحرب .
في المعرض الهندسي الذي اقيم قبل ايام بمدينة الدامر اظهرت جياد تطور مزهل في انتاجها الجديد بما يفي بمتطلبات المرحلة.شملت شاحنات في مجال اصحاح البيئة وهي المعدات الاكثر حوجة في البلاد لمقابلة التلوث الكبير الذي شهدته البيئة .
كما انتجت سيارات مزودة بشاحن الهواتف الذكية واللاسلكي .واحدث انظمة التحكم في الثبات ، والمنحدرات والحماية من انقلاب السيارة .
وانتجت الشاحنة جياد ثلاثة ٢.٢ طن متخصصة في نقل البضائع مبردة وطازجة باقساط شهرية مريحة
كما انتجت مشاريع للاسر المنتجة والخريجين الشباب .وغيرها من المنتجات التي تخاطب احتياجات المواطنين للمرحلة القادمة.
ان تتمكن مؤسسة اقتصادية كانت الاكثر تاثرا من اعتداءات المليشيا في افتتاح ثلاثة خطوط انتاج جديدة لتجميع السيارات والمواتر فهو عمل غير تقليدي يستحق التوقف عنده في كيفية الوصول الى عوامل الاستثمار المستدام في زمن الحرب
كلام صريح سمية سيد من قلب الحرب جياد تتحدى الرصاص وترفض الاستسلام
