قيادي بالأمة: نشر قوات دولية لحماية المدنيين غير مرحب به في السودان

رصد: اخبار السودان

قال عضو لجنة السياسات في المكتب السياسي لحزب الأمة القومي، عوض جبر الدار إن مشروع «نشر قوات دولية لحماية المدنيين» عبر أي بند من بنود قانون حماية المدنيين الدولي غير مرحب به من الوطنيين السودانيين.

وأضاف في تصريحات لـ«جريدة اندبندنت عربية» ، أن مشروع نشر القوات فشل في كثير من الدول مثل ليبيا والعراق والصومال، ونتائجه الآن ماثلة في تلك الدول، بالتالي كل ما تتخوف منه القوى الوطنية السودانية هو التجربة الليبية والعراقية.

وتابع: « في تقديري ما يحدث من انتهاكات وحشية بحق المدنيين وتصعيد عسكري هو نتيجة انسداد الأفق السياسي الوطني الحريص على إيقاف هذه الحرب بإرادة وطنية خالصة وصادقة، فضلاً عن إنهاء معاناة المواطن المغلوب على أمره».

وأضاف «لا توجد في الأفق رؤية وطنية تجمع السودانيين على صعيد واحد تعمل على توحيد الإرادة الوطنية في جبهة وطنية تنهي الحرب ومعاناة المواطن المتضرر الأكبر، وحتى الآن مسألة الحسم العسكري لأي من طرفي الحرب بعيدة المنال، خصوصاً بعد بلوغ الحرب شهرها الـ19، والسبب هو التعبئة السلبية التي تغذي خطاب الكراهية والخوف من تحول مسار الحرب إلى عواقب وخيمة قد تعصف بوحدة البلاد، بخاصة أن شبح التقسيم والحرب الأهلية بات يلوح في الأفق».

ولفت جبر الدار إلى أن «هذا الواقع المؤسف يتطلب من جميع مكونات الشعب السوداني الاصطفاف حول مائدة مستديرة تنهي هذه الحرب عبر آلية وطنية للحوار السوداني وبرعاية أصدقاء السودان من دول الجوار الإقليمي والدولي».

وزاد «الأمل معقود بتوقف هذه الحرب ما دام هناك إرادة وطنية تعمل على إيجاد حلول لإنهاء المعاناة الإنسانية ووقف هذا الصراع، صحيح لا يوجد حل سريع لهذه الأزمة في الوقت الراهن، لكن الإرادة موجودة ودعوات الصادقين من أبناء السودان وأصدقائه إذا وضعوا نصب أعينهم وطنهم الذي يتمزق أمام نظرهم ووقف معاناة شعبهم الذي أصبح يدفع ثمن هذه الحرب قتلاً وتشرداً وتزداد معاناته يوماً بعد يوم في الداخل والخارج، وعليه لا يزال الأمل معقوداً على أبناء الشعب السوداني لوقف هذه الحرب عاجلاً غير آجل».

ورأى عضو لجنة السياسات أن المجتمعين الدولي والإقليمي بذلا جهوداً كبيرة في سبيل إنهاء المعاناة الإنسانية عبر توصيل المساعدات للمحتاجين، وقد توصلا إلى تفاهمات مع الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع بغرض حماية المدنيين وإيصال المساعدات لهم عبر معبر أدري الحدودي مع تشاد وكذلك عبر معبر الدبة بالولاية الشمالية، وبالفعل حقق هذان المعبران غرضهما في هذا الشأن، لكن ما زالت المخاوف والأخطار تهدد حركة توصيل المساعدات للمحتاجين.

وأردف “كان هدف المجتمع الدولي فك الضائقة الإنسانية أولاً ثم الاتجاه إلى وقف الحرب، لكن مسار الحرب أخذ طابعاً آخر أبعد كل التصورات لدى المجتمعين الدولي والإقليمي الساعين لوقف هذه الحرب والتعويل على السودانيين لإنهاء معاناة شعبهم عبر حوار سوداني لا يستثنى أحداً”.

وعبر جبر الدار عن أمله في أن تكون لدى المبعوث الأميركي للسودان رؤية واضحة يقدمها لدول الجوار السوداني الأربع التي يزورها حالياً تسهم في إيجاد حلول تنهي هذه الحرب وتحقق السلام، على أن يعمل على توسيع جولاته لتشمل كل دول الجوار وأصدقاء السودان من المجتمع الدولي المحبين للسلام، لكن بشكل عام يحتاج الأمر إلى إرادة وجدية من المجتمعين الدولي والإقليمي لإنهاء معاناة الشعب السوداني ووقف هذه الحرب.