منذ زمن بعيد ونحن نسمع من العامة أن الإعلام غير موجود في السودان وأنه ضعيف جدا وأنه بوق للسلطة ، ولم يقف مع الثورة ،ولم يدافع عن الديمقراطية وغيرها وغيرها من الإتهامات دون أن يقف الناس على حقيقة الأشياء ودون أن يفهموا أصلا علاقة الدولة بالإعلام والإعلاميين ، نعم نفلح في اطلاق الإتهامات بجهل مثلما نلقي بالكلمات كالرصاصة التي دوما في جيب الجميع يستخدمونها لحظة طيش عقلي بلا وازع اخلاقي أو حتى رقيب معرفي لها
المهم في الامر أن الاعلاميين هم جزء من منظومة فشل الحكومات المتعاقبة التي لم تقم يوما ما ببناء جسر بينها والإعلام يعينها أولا على كشف الحقائق وتوضيح مالاتاتي به اجهزتها الأمنية والاستخبارية من معلومات وتدفق راي عام ولو عند الخاصة ، بل ظلت العلاقة إما بين الشراء والبيع أو الترهيب أو الإزدراء والتعجب ورغم أن كل الوزارات حتى القصر نفسه بهم اداراة إعلام الاأنها الحلقة الأضعف والأهون جسما لذلك يقل احترام الوزير او الرئيس نفسه للإعلام كجهة اساسية ونافذة في الدولة
لم نسمع سادتي طيلة سنين السودان العجاف منذ الاستقلال حتى الأن يوما عن صحفي واحد كان عرابا للحاكم أو نقل يستفاد من معرفته وعمقه في تحليل الأمور ويمكنه من خلال علاقاته الدولية أو المحلية من أقامة جسور صلة وبناء أطواق نجاة من فيضانات الفشل السياسي ، بل ظلت الدولة تلاحق كل من له صوت إما بالاعتقال أو التشريد أو النفي ، فكانت النتيجة خروج إعلاميين مشوهين نفسيا وضعيفي المعرفة والكاريزما قطعا ليس الجميع لكن للاسف ليس أقل من ٩٥%منهم هكذا
أنا لا ادافع عن عبدالماجد نفسه ولا صدقه ولاحتى وطنيته وخوفه على هذا البلد بل أقف في وجه الأمر بهدوء، نعم المعركة لاتحتمل أن يحدث شيئا من الضبابية بقول أو فعل وربما لاتحتمل الاجهزة أي معلومات أوكتابات سالبة لكن عليها أيضا ان تميز بين من هو ضد الوطن أو من هو معه هذه الأجهزة أين كانت عندما منح البرهان كل المواقع الحساسة والمهمة للدعم السريع ، هذه الأجهزة أين كانت عندما باع حمدوك وحلفائه البلد من القحاتة والعملاء هذه الأجهزة أين كانت عندما بيعت البلاد بابخس الاثمان وتم شراء الجميع وأين وأين
لماذا احتملوا الفوضى الأمنية التي كانت واضحة لكل ذي بصيرة وأدت للإنهيار الذي نحن فيه
هل اعتقال صحفي غاضب على وضع لايحتمل حلا للازمة أم الاعتراف بالخطا ،ةمن قال أن الطاعة للقيادة في كل شي أمر محمود أم هو واجب وطني والأغرب عندما تقول ذلك ياتي جاهلا من هذه المؤسسات ليقل أنك انت ملكي لاتفقه شيئا ؟ نعم حدثت لي قبل ٦ أعوام جمعتني سهرة بي نائب رئيس الاركان وكان حديثى معه حادا جدا أن البشير يرمي بالبلد في التهلكة بمنح جاهل مثل حميدتي زمام الأمن وأنني أرى بام عيني غدره للبشير وبيعه للبلد فلم يقبل مني هذا الكلام وشعرت أنه يود أن يضربني في وجهي لكنه كظم غيظه وقال لي بالحرف الملكية مابفهموا شي في شغلنا ليته الان في قبره يصله ماقراته من توقعات وقبل أن ينتبه الجميع لهذا الأمر
لا أملي على الدولة تقديراتها ولكن عليها أن تميز بين من هو كاتب وطني ومن هو عميل وإن رأت الأجهزة نوعا من المساس بامن البلد لها بكل لطف أن تطلب حضور الكاتب وتسمع وجهة نظره باحترام ويسمع المتاح من تقديراتها وتشتعين به في حمايتها بالكلمة لكن الاعتقال والنيل من كرامة الإعلاميين هذا امر فيه عدم حكمة وعدم قدرة على ادارة كل اطراف المعركة
ياعزيزي مدير الاستخبارات اعلم أن عبدالماجد وطني وغيور وكان بوسعه أن يتجه الى تركيا أوقطر او الرياض او القاهرة لكنه أثر البقاء بين المعارك والقنا والقنابل وهو ليس كرؤساء تحرير متذبذبين المواقف والرؤى مرة مع التفاوض ومرة مع الحرب والقتال ويحمد له وهو ابن الغفير الذي اصبح يوما وزيرا لم يغير مبدأه في الدفاع عن البلد ولم يئين لتوصيف العملاء والحمقى الذين يصفون من يدافعوا عن كرامة السودان وبقائه بأنهم بلابسة فقط لأنهم بلااخلاق للاسف أو مندمجين خلف افكار تنظيمية باهتة عرجاء اعمتهم عن الحق والحقيقية
لااود الحديث عن هذه الحرب حتى الأن لكن هي فرصة بعداعتقال عبدالماجد أن يصحو كل اعلامي ليسال نفسه هل تعي الدولة اللإعلام ودوره فعلا أم الامر لم يتجاوز البيع والشراء والتخويف والإعتقال وصعود اعلإمين لايعلمون الفرق بين سعد الشاذلي وعمر خيرت وبين منيرة المهدية وفوز
هي مقالة للتاريخ وليست للتجريح لعل في المدينة عاقل يسعى للحق
عماد البشرى يكتب إعتقال عبدالماجد ليكن بداية الطريق الصحيح للاعلام
