سمية سيد تكتب (2-2) البرهان .. حديث الشفافية والانتصار

في اوضاع الحروب تظهر بطولات المقاتلين وقياداتهم ، ومدى استبسالهم من اجل الهدف والقضية . وايضاً يظهر حرصهم على تقليل الخسائر البشرية.
حديث رئيس مجلس السيادة معنا في وفد الصحافيين السودانيين والمصريين إلى بورتسودان بداه عن كفاءة الجندي السوداني واستبساله من اجل إعلان السودان خال من التمرد .
قال لنا ان التجارب علمتنا ان الحروب المعقدة يمكن ان تستمر لعقود من الزمن . ومع دعوتنا للناس بالتفاؤل تقوم القوات المسلحة وكل القوات السودانية من جهاز الامن والمخابرات والقوات النظامية الاخرى بعمل عظيم وكبير ولولا هذه التضحيات لكان الوضع من السوء بما يجعل مليشيا الدعم السريع تسيطر على البلاد . فبينما كانت كل اعداد القوات المسلحة في الخرطوم لا تتجاوز الخمسة الألف مقاتل كانت مليشيا الدعم السريع اكثر من مائة الف تنتشر في كل المواقع الاستراتيجية للدولة.قواتنا كانت نحو ١٪؜ فقط من قوات مليشيا الدعم السريع عند اندلاع الحرب في الخرطوم بجانب ان وحداتنا هذه لم تكن مقاتلة .
ولو فعلا كنا نرغب في الحرب كما يروج البعض لقمنا إبتداءا بتامين تلك المناطق ورفعنا من حجم القوات فيها .
تحالفت قوى الحرية والتغيير مع المتمرد حميدتي ومعهم كل القوى ذات الاجندة الخارجية . فكان الاتفاق الإطاري الذي قسم ظهر السودان.
خططت مليشيا الدعم السريع لتحكم السودان عشرين عاما .. وبالفعل وجدانا وثائق في غاية الخطورة لهذا المخطط هي تحت أيدينا الان ..بدءا من انشاء جيش مواز ليصبح البديل ..
والحديث ايضا للبرهان..
كذلك من الوثائق التي تحصلنا عليها خطاب من المتمرد حميدتي يطلب فيه من دولة الامارات دعم مشروعه في الاستيلاء على السلطة وتفكيك الجيش . كل صور هذه الخطابات نمتلكها .
قبل اندلاع الحرب تحصلنا على تقارير تشير إلى تنسيق المجرم حميدتي مع عدد من الجهات لكن لم نكن على قناعة بان حكومة الإمارات يمكن ان تتجه إلى قتل السودانيين ببندقية حميدتي. مثلما لم نتوقع ان تكون لدينا قوى سياسية سودانية بهذا القدر من الخيانة والغدر مهما كانت الخلافات .
رصدنا محادثة بين ضباط إماراتيين وحميدتي في نفس يوم الهجوم الذي شنته قوات التمرد في ساعة واحدة من المدينة الرياضية إلى بقية المواقع الاستراتيجية .هذا التصرف عجل بانتباهنا إلى التصدي ببسالة في القيادة العامة .
حميدتي كان يضع كاميرات مراقبة سرية داخل القيادة العامة منذ حكومة الإنقاذ ، كانوا يرصدون ويراقبون مكتب القائد العام .. وجدنا تخطيط كامل وبرامج تفصيلية للاستيلاء على البلاد فأيقنا من اول يوم ان الحرب ستكون طويلة.
كانت اجابة القائد برهان على اسئلة الوفد الصحفي فيما يختص بطول امد الحرب الذي شارف عامه الثاني . بان المحافظة على الجيش وعدم الدخول في معارك قد تخسرنا وتفقدنا الكثير هي السبب .
البرهان كشف كثير من الخبايا التي لم تعلن رسميا فيما كان يتم تداوله من العامة .. اذ اشار لاول مرة إلى انخراط جزءا من منسوبي القوات المسلحة للمتمردين وحدث استقطاب لمقاتلينا من تنظيمات العطارة بهدف إقامة دولة العطارة ولقد وجدنا وثائق كاملة لهذا التنظيم لدى عبد الرحيم دقلو .. لذلك سنقاتل حتى الحسم النهائي .الناس لا يقلقون وكل شئ بتوقيته وظروفه ، والتمرد الآن إلى زوال والسودانيين لن يقبلوهم ولن يتعايشوا معهم . لذلك نحن متمسكون اما يغادروا او تدميرهم بالكامل .. اي مفاوضات تعيدهم إلى المشهد فهي غير مقبولة .
كان سؤالي إلى رئيس مجلس السيادة . بأنكم تعهدتم للشعب بانهاء التمرد بالحسم العسكري او التفاوض.. فيما يخص الحسم العسكري الجيش يبذل جهود جبارة على الارض ويحقق انتصارات مشهودة. اما الحوار فلماذا تتعثر في الوقت الذي أبدت فيه امريكا مرونة واستجابت لمعظم ما ابديتموه من شواغل .. كانت إجابته التأكيد القاطع بعدم رفض التفاوض .. لكنه يؤكد ايضا على طريقة التفاوض التي لا تعرض البلاد إلى الضعف واستقلالية القرار..

البرهان تحدث عن الطريقة غير اللائقة في الدعوة نفسها .. كذلك عدم الاجابة على الاسئلة المطروحة حول ضرورة تحويل المكان برغم انهم نفس الاطراف ..ثم تمسك الحكومة بعدم وجود الامارات باي صفة كون انها متهمة بالضلوع في اشعال الحرب مع المليشيا.

البرهان قال انهم سلموا الأمريكان مصفوفة كاملة لرؤية الحكومة تشمل تنفيذ إعلان جدة والخروج من الجزيرة والجنينة .قال ان التمسك بهذه الشروط لا يخضع لاي تراجع لانه لا توجد ضمانات لتكرار الحرب على الشعب مرة اخرى بعد ان تستقوى المليشيا.. مثالا لذلك هجومهم على الفاشر المتكرر رغم مناشدات مجلس الامن والأمم المتحدة لهم بالتوقف لكن هم مستمرون بسبب قوة خارجية مستمرة في تقديم الدعم لهم .
واكد ان الامريكان وافقوا على طلب الحكومة السودانية بالجلوس معهم كوسطاء
اما الاتصال الذي تم مع بن زايد بعد وساطات نقلها لنا الرئيس الاثيوبي ابي احمد بطلب من الامارات قلت لحاكم الامارات تأمر حميدتي يخرج قواته من كل شبر من ارض السودان . وحدثته بالأدلة عن دعمهم لمليشيا حميدتي .. لم يتفاجأ من حديثي ووعد باصلاح الامر وبذل جهد لدعم السودان . وحديث عاطفي لكنه لم يفعل شيئا ولازال داعم لهم.

حول معاناة الشعب السوداني قال البرهان .. نحن نعلم بكل تفاصيل معاناة الناس ونعلم بما سببته الحرب من عطالة وكل تاثيرات الحرب، وهذه أفرضهم بان يدمروا النسيج الاجتماعي لذلك لابد من اخراجهم حربا ام سلما.
من اجابات البرهان على اسئلة الشارع التي حملناها له لاحظت اصرارا كبيرا منه على انهاء مليشيا الدعم السريع مما يؤكد فرضية سيطرة القوات المسلحة على المعركة .فهو لم يظهر اي تسارع نحو التفاوض كمخرج امن من الأزمة ، وكان واثقا من قرب الحسم العسكري وان لم يبد اي رفض للتفاوض والحوار .