تُعدّ عودة المواطنين الذين شرّدتهم الحرب اللعينة إلى ارض الوطن من التحديات الإنسانية الكبرى التي تتطلب تضافر جهود العديد من الجهات. فبعد الدمار والنزوح واللجوء ، يصبح تأمين العودة الآمنة والكريمة للمتضررين أولوية قصوى لكل حادب على عودة الحياة الكريمة للناس
في كل الدول التي مرت بظروف بلادنا لعبت العديد من المنظمات الإنسانية والحكومية والدولية دورًا محوريًا في هذا الصدد، مقدمةً الدعم اللازم لتمكين ملايين الأشخاص من العودة إلى ديارهم وإعادة بناء حياتهم.
تتنوع الجهات الرئيسية المساهمة في عمليات العودة والتي التي تقدم الدعم لإعادة المواطنين، و تشمل منظمات الأمم المتحدة حيث تُعتبر وكالات الأمم المتحدة، مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة من أبر الفاعلين في جهود العودة. وفي تقديم الدعم اللوجستي، المأوى المؤقت، المساعدة القانونية، وتعمل على تسهيل التنسيق مع الحكومات المضيفة ودول المنشأ لضمان العودة الطوعية والآمنة.
كذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر حيث تلعب دورًا حيويًا في لم شمل العائلات وتسهيل الاتصال بين الأقارب المفقودين بسبب الحروبات كما أنها تقدم المساعدة الإنسانية الأساسية للمتضررين العائدين وتساهم في حماية حقوقهم.
وهناك المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية حيث تعمل مئات المنظمات غير الحكومية، الكبيرة والصغيرة، على الأرض لتقديم مجموعة واسعة من الخدمات. تشمل هذه الخدمات توفير الغذاء والمياه، الرعاية الصحية، الدعم النفسي، المساعدة في إعادة الإعمار، وبرامج سبل العيش لمساعدة العائدين على الاندماج في مجتمعاتهم.
* الحكومات المانحة والدولية تقدم العديد من الدول مساعدات مالية ولوجستية كبيرة لدعم برامج العودة وإعادة التأهيل. تُوجه هذه المساعدات عادةً عبر وكالات الأمم المتحدة أو مباشرةً إلى الحكومات المتضررة أو المنظمات غير الحكومية.
توجد ايضا الصناديق والمؤسسات الخيرية الخاصة التي يمولها أفراد أو شركات في دعم الجهود الإنسانية، بما في ذلك برامج العودة، من خلال التبرعات المباشرة أو تمويل المشاريع الميدانية.
تتعدد أشكال الدعم التي تقدمها هذه الجهات لتشمل توفير وسائل النقل وتنظيم رحلات برية أو جوية أو بحرية آمنة للعائدين من أماكن النزوح أو اللجوء إلى بلادهم.
من المطلوبات التي من المفترض ان تقوم بها تلك الجهات هي برامج إعادة الإدماج والتي تشمل الدعم النفسي والاجتماعي وتوفير فرص التعليم والتدريب المهني، ومشاريع سبل العيش لدعم العائدين في بدء حياة جديدة.
إن جهود هذه المنظمات ليست مجرد عمل خيري، بل هي استثمار في السلام والاستقرار. فعندما يتمكن المواطنون من العودة بكرامة وأمان، يساهم ذلك في تعزيز اللحمة المجتمعية، ودعم جهود إعادة الإعمار، وتقليل مخاطر تجدد الصراعات.
للاسف وقفت المنظمات الدولية تتفرج على محنة السودانيين دون ان يكون لها اي دور في اعادة استقرار الشعب السوداني الذي شرّدته الحرب وأفقرته
في هذه المحنة كانت منظومة الصناعات الدفاعية حضورا فيما فشلت فيه المنظمات الدولية .قبلت التحدي من منطلق مسئوليتها المجتمعية .. أعلنت عن العودة الطوعية من جمهورية مصر التي تستضيف ملايين المشردين من حرب الجنجويد .
في اقل من شهرين شهد ميدان عابدين بالقاهرة تفويج المئات من السودانيين وتوصيلهم إلى ديارهم عبر خطوط مباشرة لكل الولايات من عطبرة إلى القطينة إلى المسعودية والخرطوم وعدد من الولايات ، ولا زالت الرحلات مستمرة بشكل منتظم.
مشروع العودة الطوعية الذي تقوم به المنظومة استهدف السودانيين الذين تقطعت بهم السبل في جمهورية مصر ولم يعد بأمكانهم مواصلة الوجود بعد ان فقدوا كل أموالهم وأصبح يطاردهم شبح الطرد من السكن والجوع .
المنظومة تتكفل بكامل نفقات السفر من القاهرة إلى السودان من تذكرة البص إلى الوجبات الغذائية .
إن قصص العودة الناجحة تُعدّ شهادة على قوة الروح الإنسانية وقدرة التعاون الذي تقوم به منظومة الصناعات الدفاعية وعلى إحداث فرق حقيقي في حياة المتضررين من الحرب على السودان .
حرصت على حضور كثير من رحلات العودة الطوعية التي بادرت بها منظومة الصناعات الدفاعية وان اكون في وداع العائدين . في مشاهد إنسانية لا يتصورها البعض . سأحكي عنها باذن الله~