سمية سيد تكتب قحت .. الاتكاء على حيطة مائلة

اليوم تدخل الحرب على السودان عامها الثاني ولم تياس قوى الحرية والتغيير المركزي من محاولات الوصول لحكم السودان ، عبر بندقية حميدتي او بغيرها.
( الاطاري او الحرب) فشلت قحت في التسويق للخيار الاول فلجات للخيار الثاني .. على ظهر دبابة مليشيا الدعم السريع ظلت تبرر فظائع حميدتي وقواته.
خطة حميدتي في الوصول لكرسي السلطة محمولا على اكتاف القوى السياسية التي تقف ضد القوات المسلحة لم تبدا في مثل هذا اليوم بمحاولة اجتياح القيادة العامة والقصر الرئاسي ، ولا قبلها بيومين عند اجتياح مطار مروي ، فقد سبقت ذلك خطوات عملية وتجهيزات عسكرية واتفاقات سياسية ، واغراءات وشراء ذمم لقيادات عسكرية وزعامات قبلية واهلية ومجتمعية .
طموحات حميدتي بدات منذ العام ٢٠٠٣ عندما استعانت به حكومة الانقاذ في القضاء على تمرد الحركات المسلحة فكانت بداية الحصول على السلاح والعربات والرجال ، ليمضي في طريق التمكين العسكري والسياسي والاقتصادي ليصل قمة مبتغاه مع مغادرة الانقاذ .
لم يكن قبلها شخصية ذات وزن سياسي ولا قبلي . وليس له قيمة علمية ولا اجتماعية . هو مجرد انسان بسيط ولد في قرية نائية في دارفور على تخوم الحدود التشادية . اقصى ما تلقاه من تعليم هو (فك الخط) في احد خالوو القرية..هكذا تقول سيرته الذاتية .. لكن هو ذات الرجل الذي اختارته قحت بكل تركيبتها من احزاب تقودها شخصيات ذات وزن سياسي وتعليمي واجتماعي لتكون له ظهيرا سياسيا طالما انه سيحقق لها طموحاتها في الوصول الى السلطة .
عملت قحت على تبيض صورة حميدتي داخليا وخارجيا ، لكنها فشلت ولم تستطع ان تخلق للرجل ائ قاعدة شعبية بالنظر لما ارتكبته قواته من انتهاكات وفظائع يندي لها جبين اي انسان سوي.
لجات قحت الى الخارج فظلت تستخدم في مساحيق الغسيل السياسي لحميدتي . لكن ورغم مجهود العلاقات العامة الذي بذل واموال دولة الامارات المدفوعة الا ان صورة حميدتي في المجتمع الدولي والمنظمات العدلية والحقوقية والانسانية الدولية ظلت ملطخة بدماء الشعب السوداني.
لم تتوقع قحت هزيمة حائطها الذي تتكئ عليه في الوصول الى السلطة
كانت على يقين من ان حميدتي بالنظر لما يملكه من الة عسكرية واعداد مهولة من الجنود بخلاف مرتزقة عرب الصحراء ، ومن قوة مالية ، وسند قوي من دولة الامارات وتشاد وكينيا واثيوبيا لن تستطيع قوة عسكرية ان تهزمه ناهيك من الجيش السوداني الذي عانى من الاهمال بتحريض من حميدتي الذي كان يسعى لتمكين قواته لتكون البديل .
القوات المسلحة السودانية خذلت توقعات حميدتي وامنيات قحت التي سعت لحل القوات المسلحة بذريعة اعادة الهيكلة لكنها لم تخذل الشعب.
استمرت مليشيا الدعم السريع في تلقي الدعم المادي والعسكري من الخارج ، واستمر الجيش صامدا يدافع عن الوطن ويسجل بطولات في كل يوم وفي كل ساعة في كافة الجهات .
انهزمت قوات حميدتي وتتلقى الصفعات في كل معركة ولم يتبقى لها غير مواصلة السرقة والنهب والانتقام من الشعب الذي رفض قبولها والتعايش معها في رقعة جغرافية واحدة . ولم يبقى لقحت غير البحث عن بديل فكان التفكير في عودة حمدوك تحت غطاء التحول الديمقراطي المدني.
الان لجات قحت الى مسار اخر .. مسار بلا حميدتي.. بعد التاكد من هزيمته عسكريا على ارض المعركة من قبل الجيش ، وهزيمته سياسيا من قبل الخارج لما اغترفته قراته من انتهاكات وقتل وتشريد واغتصابات وتهجير قسري ، فبدات بالتسويق لفكرة ارجاع دكتور عبد الله حمدوك محمولا على اكتاف المجتمع الدولي باعتباره رئيس الوزراء الشرعي في محاولات بائسة ويائسة لان الشعب السوداني سحب هاشتاق شكرا حمدوك بل انه يتحمل كل الكوارث التي حدثت . اما احزاب قوى الحرية والتغيير فلم يعد لها موقع ضمن القوى الوطنية الحقيقية وستظل تتسول المجتمع الدولي والمنظمات الانسانية باسم المقهورين واللاجئين والباحثين عن الغذاء لكنها لن تستطيع ان تدخل ارض السودان ولو اغتسلت في مياه البحر المالح .