سمية سيد تكتب ترامب وبن سلمان .. تغيرات الموقف تجاه ازمة السودان

إعلان ترامب عزمه على العمل بجدية على ملف السودان بطلب من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يمثل نقطة تحول في المقاربة الأمريكية للحرب في السودان .اذ يشير بوضوح إلى تعزيز وتغيير محتمل في مركز الثقل بحيث يصبح الدور السعودي اكثر محورية وأكثر حيوية بدعم أمريكي مباشر .
لكن ذلك لا يعد مؤشرا كافيا على انه يمثل بديلا للرباعية او مسارا جديدا

هذه الخطوة التي قادها الأمير محمد بن سلمان قوبلت بارتياح كبيير في معظم الأوساط السودانية بدءا من ترحيب رئيسمجلس السيادة الفريق البرهان عبر تغريدة له وكذلك القوى السياسية والمجتمعية الرافضة للوساطة الرباعية التي واجهت صعوبات كبيرة بسبب اصرار الإمارات على فرض واقع مرفوض من الدولة السودانية وكذلك من قبل السعودية ومصر

دلالات تصريحات ترمب بتفعيل الدور السعودي يهدف إلى كسر الجمود الذي فشلت فيه الدبلوماسية التقليدية للرباعية .كما تشير أيضا إلى المركزية السعودية بنجاح الأمير محمد بن سلمان في إقناع ترمب بتبني القضية . وهذا مؤشر واضح بان الرؤية السعودية للحل قد تحظى بدعم امريكي قوي ومباشر مما يزيد من نفوذ الرياض في الملف على حساب ابوظبي المتهمة بتاجيج الأزمة والتي تعدها الحكومة السودانية دولة عدوان.

بقوة دفع أمريكية ستقود السعودية مسار الحل برؤية اقرب لرؤية الحكومة السودانية حتى ان كان ذلك عبر الرباعية نفسها . فطلب الأمير محمد بن سلمان التدخل المباشر من ترمب يعكس رغبة السعودية في استعادة ملف الأزمة في السودان والحد من نفوذ الإمارات ، مستغلا أسلوب ترمب غير التقليدي ووصفه لنفسه “بصانع السلام”