بدءا من ٢٥ رمضان الحالي تبدا بلادنا دخول مرحلة جديدة من تاريخها ..مرحلة ستدهش العالم اجمع ، لا تتعلق فقط بانتصار الجيش على مليشيا الدعم السريع وطرد المرتزقة والذي اصبح قاب قوسين او ادنى .
تحولات كبيرة على كافة الاصعدة يشهدها السودان قريبا ..على المستوى العسكري وهو امر معلوم ومشهود على ارض المعركة ..وعلى المستوى السياسي والاقتصادي ..والاهم على الصعيد الدولي متمثلا في تعامل الدول الكبرى والمؤسسات الدولية مع حكومة السودان باعتبارها تمثل الشرعية .
التحولات ايضا ذات علاقة بنهاية عهد الجنجويد داخليا بالحسم العسكري .وخارجيا بتوقف دويلة الامارات عن الدعم المادي بشكل نهائي وحاسم ، ورفع يد دول مثل كينيا واثيوبيا وجنوب السودان عن مساندة المليشيا ومسانديها من القوى السياسية.
التحولات في المشهد تشمل تضعضع دور القوى السياسية الداعمة للجنجويد مع الخارج ومع المؤسسات الاقليمية والدولية التي تماهت معها ودعمتها خلال عامي الحرب ..تصدع صمود ..وتفكيك احزاب قحت وانهيار حلم برمة بتشكيل حكومة المنفى .
نهاية كابوس الجنجويد لم يتبقى له سوى ايام قليلة .ليقبل الشعب السوداني على بداية حياة جديدة رغم التحديات والمحن .
لقد شهد السودان في الآونة الأخيرة تطورات عسكرية هامة، حيث حقق الجيش السوداني انتصارات ملحوظة على مليشيا الدعم السريع في كل الجبهات و المناطق .. الخرطوم ..كردفان ..دارفور وقبل ذلك الجزيرة وسنار .وقد جاءت هذه الانتصارات بتكلفة كبيرة جدا مهرها ابناء الشعب السوداني بالدماء.
عوامل عديدة قادت لهذه الانتصارات وخذلان الجنجويد ..اهمها التفوق العسكري الذي يتمتع به الجيش السوداني من حيث العدد والعتاد، مما منحه ميزة استراتيجية في المعارك.
الدعم الشعبي الذي حظى به الجيش السوداني بدعم حيث يعتبره الكثيرون رمزًا للوحدة الوطنية والاستقرار.
التخطيط الاستراتيجي حيث اعتمد الجيش السوداني على خطط استراتيجية محكمة، مما مكنه من تحقيق تقدم ملحوظ في ميدان المعركة.
دخول جهاز المخابرات العامة كجزء اساسي في القتال غير كثيرا في المعادلة خاصة بعد عودة هيئة العمليات ذات التدريب العالي.
تلقت القوات المسلحة السودانية دعماً كبيراً من حلفائها من القوات المشتركة ..والمستنفرين وعدد من كتائب المقاتلين من الشباب
، مما ساعدها في تحقيق هذا الانتصار.
يحمل انتصار الجيش السوداني أهمية كبيرة على عدة مستويات تتمثل في استعادة الاستقرار في المناطق التي شهدت صراعات مسلحة، وعاث فيها الجنجويد فسادا مما يسمح بعودة الحياة الطبيعية للمواطنين.
تعزيز الوحدة الوطنية بين السودانيين، حيث يظهر قدرتهم على تجاوز الخلافات والتوحد في مواجهة التحديات.
تحقيق السلام ..اذ يمثل هذا الانتصار خطوة هامة نحو تحقيق السلام الشامل في السودان و يمهد الطريق لبدء مفاوضات جادة بين القوى السياسية والمجتمعية
انتصار الجيش السوداني على مليشيا الدعم السريع الممولة اماراتيا يعد تطورا هاما في مسار الحرب في السودان .ويحمل امالا كبيرة في تحقيق السلام والاستقرار ..ومع ذلك لا تزال هناك تحديات كبيرة تتطلب تضافر الجهود من جميع الاطراف لتحقيق مستقبل افضل للسودان.