.
كثيرا من التحليلات الاعلامية والسياسية التي تناولت المجزرة التي نفذتها المليشيا في مناطق شرق الجزيرة وخاصة منطقة السريحة ذهبت معظم تلك التحليلات الى ان الهدف من تنفيذ هذه المجزرة هو احراج القوات المسلحة في انها فشلت في حماية المواطنين وإن تشكل الوسائط الاعلامية التابعة للمليشيا ضغطا نفسيا على الجيش السوداني بعرض المقاطع المرئية لتلك المجازر على منصات التواصل الاجتماعي في الداخل والخارج حتى يتضاءل ذلك التأييد الكبير الذي ارتفعت فيه شعبية القوات المسلحة على طريقة إستطلاع وقياس الرأي العام في الدول الغربية ،بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة في معركة العبور وسيطرتها على أهم الجسور التي تربط بين مدن العاصمة الثلاث الخرطوم وبحرى وامدرمان والانتصار الداوي في جبل موية بولاية سنار، الذي جعل المليشيا ومن يقف ورائها يفقدون صوابهم.
ولكن يبدو. ان هذا التحليل لم يكن موفقا وفق كل القراءات لان شعبية وتأييد القوات المسلحة لم تنقص ولم تتراجع عمليات الدعم والاسناد من الشعب السوداني لقواته المسلحة.
أما التحليل الثاني والذي ذهب الى ان الهدف من تلك المجازر هو ان يكون مدخلا وذريعة للتدخل الدولي وفق البند السابع من اجل حماية المدنيين ،وهذا التدخل الذي تسعى اليها المليشيا ومن يساندها هو ان يحفظ (كرامة) المليشيا ويحفظ ماء وجهها بعد الهزائم المتتالية التي تعرضت لها وهي في حساباتها ومن يقف ورائها ان التدخل الدولي يمكن ان يحفظ لها حق السيطرة في الاماكن التي تنتشر فيها في عدد من المناطق ، والإنتنشار لا يعني السيطرة في الفهم والمعنى العام.
ولكن الذي حدث من عمليات القتل والاأبادة والتشريد والتهجير للإنسان السوداني كان القصد منه الانسان السوداني صاحب المعدن والاصل النفس واصل الحضارة في العالم وهذا ما ظل يقولها باستمرار عالم الأثار الاوربية والسويسري شارلس بونيه
و المليشيا عندما اتجهت الى عمليات القتل والتدمير والابادة للانسان السوداني في الجنينة في غرب السودان وفي منطقة ود النور في وسط السودان وفي السريحة في شرق وسط السودان. كان الهدف هو الانسان وليس هو اضعاف صورة القوات المسلحة عند الشعب ولا كان الهدف هو الوصول البندر السابع والتدخل الدولي في السودان.
العالم الغربي كله يعرف قيمة الانسان السوداني في قيمه واخلاقه وتكافله وتضامنه وعاداته وتقاليده في الفزع والنفرة والنفير والاقدام والشجاعة والمروة والنخوة والإباء والعزة والادب والحشمة كل هذه الصفات التي يتمتع بها الشعب السوداني دون غير من شعوب العالم هي كانت محل الاستهداف العالمي لان كل هذه الصفات التي يتمتع بها السوداني هي التي تقف حاليا أمام كل مخططات العالم خاصة محاولاته للامساك بالعالم بكل وسائل الاستلاب الفكري والثقافي ، ولكن كل تلك المحاولات باءت بالفشل لان الشعب السوداني متمسك باخلاقياته وقيمه ولايفرط فيها وقد زادت الحرب التي حاولت استهداف تلك القيم قد زادت منها وشاهد كل العالم ماذا فعل الشعب السوداني تجاه اهله وابنائه المتاثرين بالحرب .
ومهما حاول العالم الغربي النيل من اخلاقيات وقيم الشعب السوداني فلن يستطيع الى ذلك سبيلا ويظل الشعب السوداني هو كنز الأرض.
لصحيفة الشماء التي تصدرها الفرقة الثالثة مشاة بشندي عدد الثلاثاء 29اكتوبر 2024م