د. يوسف الأمين يكتب رسالة الى رئيس حزب الامة القومي فضل الله برمه ناصر الى الجنرال في متاهته.. من يصلح الملح إذا الملح فسد؟

اخبار السودان / اراء

سيادة اللواء رئيس حزب الامه المكلف تحيه طيبه وبعد
(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون) لقد بح صوتنا ونحن نصرخ المرة تلو الاخرى بغير مجيب تكلمنا لسيادتكم وقادتك ومؤسساتك كالأمانة العامة ومكتبك السياسي بالإشارة والتلميح ونتحدث اليوم كفاحا بغير مواره انه لا ممارسة سياسية بغير وطن وان الكلمة اليوم للوطن وانه بغير وطن وبغير بلد في المقام الأول لا وجود للأحزاب ولا وطن بلا جيش.
السيد الجنرال ان مطلبنا كان ومازال توحيد حزب الامه كوادر وقيادة في المنافي والمهاجر وداخل الوطن العظيم ثقة منا في اننا ان اجتمعنا قادرين على التأثير في سير ومسيرة هذه الحرب لما فيه خير البلاد والعباد إلا انكم تصرون على ان تظلوا بعيدين ممعنين في البعد منتحين ركنا قصيا تهزون في جزع شجرة الشقاق فيتساقط زقومها علقما في حلوق بني شعبكم في وقت حوجتهم الماسة لمن يكفكف دمعهم ويأخذ بيدهم الى بر الأمان.
لما هذا البعد الجغرافي والاجتماعي والمعنوي عن جماهيركم وآثرتم ان تبقوا في بلاد المؤامرة (الامارات) عاجزين عن مخاطبة جماهيركم واستبيانهم لإدراك ما هو مطلوب ولو فعلتم ذلك لوجودكم في هذه الدويلة لخففت علينا الكثير.
تحدثنا ألف مره عن انه لا يعقل ولا يقبل ان نسلم زقوننا لبعض إجراء مدعين مبتدئي سياسة اثبتوا انهم قد تجرعوا كأس العمالة حتى الثمالة مثل عيال تقدم وقحت الاولى الأمر الذي يخصم من رصيد حزبنا يوميا ويقلل من مصداقيتنا في داخل ارضنا سيادة الرئيس المكلف ان بيننا بحور من ود واحترام اجبرتني ان أقف في هذا المقام متحدثا بهذا المقال والمراد منه ان نعود الي مبادئنا ونضع بلدنا نصب أعيننا فإننا مسؤولون في يوم لا شك قريب ولات حين مناص.
ان الوجدان الجمعي اليوم للشعب السوداني يقف ضد المليشيا وأذنابها وضد حكومة العار المزمع قيامها ويقف شعبك اليوم قلبا وقالبا مع مؤسسته العسكرية عين المؤسسة التي تشرفت انت بالانتماء إليها لأنهم يعلمون انها صمام امان البلد والأمر ملموس يكفي ان تذهب الي أماكن سيطرة الجيش فترى بعينيك وان ظني أنك تعلم تماما ما اقول.
سيدي الرئيس اناشدك اليوم ان تتحسس كم فقدت من جماهيرك وجماهير حزب الأمة والشعب السوداني في هذه الحرب الخاسرة التي فرضت علينا ولولا وجود هذا الجيش المعيوب كما ادعيتم ماذا ستكون عليه الحال غير الابادة و الاحتلال والاحلال هل ينبغي أن ندعم من قبل المجتمع الإقليمي والعالمي واخرهم تصريح وزير خارجية أمريكا وان يظل حزب الامة بعيدا.
السيد الرئيس المكلف هل تعلم أن هناك الالاف من المنخرطين في صفوف الدفاع والمستنفرين جلهم ان لم يكن كلهم فتية في بداية العشرينات حملوا أرواحهم على اكتافهم تلحقهم الدعوات وكل زادهم هو مروءة وقلوب عامره بالوطنية ورفض الضيم فتيه غضة أجسامهم عظيمة أحلامهم يحاربون اليوم لإقامه وطنهم نفسهم يستهزؤون بالأحزاب وما ذلك الا لما شاهدوه من تخذيل واعمال تدني لمرتبة العمالة.
السيد الرئيس ان تكليفك كان بحياة السيد الصادق ضن خمس نواب للرئيس والتي يجب أن تنتهي شرعاً بوفاة الموكل السيد الإمام رضي الله عنه ولكن نسبة للظروف الحالية اجتمع أعضاء مجلس الرئاسة ومجلس التنسيق وقاموا بتكليفك لرئاسة الحزب إلى حين انعقاد المؤتمر العام في فترة اقصاها عام.
تم تكليفك ليس لأنك افضلهم بل لأنك انسبهم حيث اقر في ذلك الاجتماع ان القرارات يجب ان تكون تشاورية ولكن للأسف كان التباعد هو أوضح السمات التي تجمع بينكم جفلتم واصبحتم تتربصون على بعضكم البعض حيث كانت أول المحاولات لإنقاذ الوضع اجتماعكم الشهير في القاهرة كمؤسسة رئاسة حيث اجمعتم فيه نسبة لعدم تواجد الرئيس المكلف بالقاهرة على تكليف احد نواب الرئيس بأن يقوم مقام الرئيس المكلف وسرعان ما اجهضت هذه الفكرة و محاولة السيد الرئيس الدومة بعقد اجتماعات تنشيطية التي سرعان ما هوجمت من قبل الرئيس واخرها الاجتماع المزعم انعقاده اسفيريا يوم الأربع 18 ديسمبر الذي فشلتم في عقده كل الشواهد تؤكد ان ما هو سائد بينكم هو الخلاف والخلاف على ان لا تلتقوا لندفع نحن ثمن كل ذلك يا احبائي وإخوتي ان كنتم عاجزين عن إدارة هذا الشأن فاتركوه لنا واخص بهذا القول الأخ والصديق “فضل الله برمة ناصر” ورفاقه الميامين باقي اعضاء مؤسسة الرئاسة حيث هنالك مؤسسات منتخبة كل الأمانة العامة والمكتب السياسي و الهيئة المركزية يمكنهم اختيار من يقود هذا الحزب في مثل هذه الظروف الاضطرارية
اللهم قد بلغت فأشهد، اللهم قد بلغت فأشهد، اللهم قد بلغت فأشهد.
د. يوسف الأمين عبد القادر