معلوم تلك الجهود التي بذلت من القوي الوطنية لجمع الصف الوطني لصون البلاد و منعها من الإنزلاق الي الفوضى و الحرب و لكن كانت العقبة دائمًا قحت المركزي ، و هنا لست بحاجة الي تذكيركم بمحطات و أدبيات قحت الكثيرة في هذا الجانب حتي الوصول الى محطة يا الإطاري يا الحرب و تحالفها مع مليشيا الدعم السريع للقيام بانقلاب ١٥ أبريل . هذا ليس غريب علي قحت و لا يدهش احداً .
و لكن الذي يحزن المرء و يدهشه ان جزء من القوي الوطنية و قيادة الدولة بعد كل الذي حدث في هذا البلد يلجأ الى ذات الأساليب في ممارسة العمل السياسي ( الإقصاء و التضليل و السعي للانفراد بالقوات المسلحة ) .
حيث قامت القوي التي حاولت تأسيس – أقول حاولت تأسيس لان حسب بيانها الختامي لم يتمكنوا من اجازة اوراق المؤتمر و و الهياكل ( مرفق البيان الختامي ) – تنسيقية القوي الوطنية بالاقصاء المتعمد للقوي الوطنية التي تشاركها المرتكزات الاساسية و هي:
– الوقوف مع القوات المسلحة و المقاومة الشعبية المساندة لها للتصدي للتحدي الوجودي للدولة السودانية.
– جمع الصف الوطني دون اقصاء لأحد لبلورة رؤية وطنية شاملة عبر حوار سوداني- سوداني لحل مشاكل البلاد الحالية و المستقبلية.
– التصدي القوي للتدخلات الاجنبية السالبة التي تريد اختطاف البلاد و السيطرة على مقدراتها.
– إدانة الجرائم ضد الانسانية و جرائم الحرب و جرائم الابادة الجماعية و كل الجرائم الشنيعة غير المسبوقة التي ارتكبتها المليشيا و ضرورة محاسبتها مهما طال الزمن .
هذه المرتكزات و ما يجيء في سياقها متفق عليه من كل القوي الوطنية السياسية و المجتمعية و الاهلية و الدينية و الشبابية.
برغم من إتفاق كل القوي الوطنية
علي هذه القضايا الجوهرية الا انها تنقصها الإتفاق عـلي آلية تنسيقية تمكنها من تنسيق جهودها لمخاطبة الداخل والخارج.
إذًا هذه التنسيقية كانت مهمتها الاساسية السعي لتحقيق هذه الآلية المفقودة بكل شفافية و وضوح تقديراً لظروف البلاد و استثماراً للارضية المشتركة التي وجدت من الإتفاق علي المرتكزات الاساسية.
إذًا ما الذي دعي تنسيقية القوي الوطنية العمل في خفاء خلال الشهرين الماضيين حتي وصوله الى مؤتمره دون دعوة القوي الوطنية للحوار و النقاش بشفافية حول التنسيقية؟
من الأشياء الغريبة التي لم نفهمها حتي الان ان السيد الفريق مالك عقار نائب رئيس مجلس السيادة سبق ان وافق ان يكون رئيسًا لجسم وطني يضم كآفة القوي الوطنية بصفته رئيسا للحركة الشعبية و نائبًا لرئيس مجلس السيادة حتي يستطيع ان يخلق تواصلًا جيدًا بين قيادة الدولة و قيادة الجيش و القوي الوطنية ذات الأرضية المشتركة معها ، ولكنه أعتذر بعد الاجتماع الأول الذي أنعقد في منزله .
و الشيء الأكثر غرابة بعد اعتذاره من رئاسة الجسم الذي يضم غالب القوي الوطنية و قبل مباشرةً ان يكون رئيسًا لتنسيقية القوي الوطنية ( التي ضمت جزءاً قليلاً من تلك القوي ). بعد المؤتمر الذي لم يتمكن من أجازة اوراقه و أعتماد هياكله .شاهدنا انخراط التنسيقية في أجتماعات مكثفة مع قيادة
طالبًا التوقيع مع القوات المسلحة و دعم من جهاز المخابرات العامة للعمل في الولايات و غيرها من الأعمال.
هل قيادة الدولة و قيادة القوات المسلحة عندها خيار فقوس بين القوي الوطنية ذات الأرضية المشتركة معها؟
هل قوي التنسيقية قررت ممارسة ممارسات قحت المركزي من الإقصاء بالأساليب الملتوية المعروفة ؟
يجب ان نذّكر السيد رئيس مجلس السيادة و القايد العام
و السيد نائب رئيس مجلس السيادة ان يكونا علي مسافة واحدة بين القوي الوطنية و لا يسمحا ان يضللهما اي جهة.
كما يجب ان نذكّر إخواننا في قوي التنسيقية ان إعادة إنتاج تجارب قحت لا يجدي نفعا
بورتسودان 15.3.2024
دكتور بحر ادريس ابو قردة يكتب مهالك الإقصاء
