حاجب الدهشة .. علم الدين عمر .. تعديلات الوثيقة الدستورية..دستور الحرب كان أقوي

– ..من الجيد أن تشرع الجهات المختصة في مناقشة تعديل الوثيقة الدستورية الحاكمة لتستوعب المتغيرات الكبيرة – الخطيرة التي تعيشها البلاد في ظل الحرب ..
– ومن الأجود أن يتوسع هذا النقاش ليشمل طيف واسع من القوي السياسية والمدنية المصطفة خلف السيادة الوطنية والمساندة لمعركة الكرامة وعدد أكبر من المختصين بالشأن الدستوري والقانوني وفق وظائفهم المعلومة أو أوزانهم الشخصية ..
– ومن الجيد جداً إحكام الإحاطة بالبنود المعدلة لتشمل صلاحيات واسعة لرئيس الوزراء المدني المرتقب ليتمكن من قيادة الحكومة بتفويض مريح وواضح لدعم مؤسسات السيادة والتأكد من سيطرة الدولة وقوامة المؤسسات .
– ومن الأجود جداً فتح مساحة التنسيق والتشاور حول التعديلات الدستورية بين كل الشركاء الحاليين في المشهد السوداني وإتاحة الفرصة لهم للتوافق علي البنود العامة من حيث المضمون ومن ثم تفويض اللجنة أو اللجان الفنية المستقلة المشكلة من أهل الإختصاص لتفريغها في القوالب الدستورية الإحترافية حتي لا تتكرر ذات الأخطاء السابقة والتي ستؤدي حتماً لذات النتائج اللاحقة.
– الوثيقة الدستورية وتعديلاتها وهوامشها وملحقاتها وضبطها وتعديلها وتنقيحها يُعتبر الآن من واجبات الدرجة الأولي بمنطق الإعداد لإستكمال الفترة الإنتقالية ومعركة الكرامة في نهاياتها-وهي كذلك مقدمة جيدة لإستئناف العمل المدني في بعده الدستوري والسياسي بمعزل عن العمليات العسكرية فالدولة وهياكلها ..والسلطة وهوامشها ومستحقاتها بحاجة لترتيب حقيقي إذ هناك تدافع شرس ..وموضوعي ينتظر القوي المدنية للتوافق علي شكل الحكم وموجهات السلطة إستناداً لموقف دستوري واضح يحدد مسارات الدولة بعد نهاية الحرب..
– هناك إتفاقيات سارية المفعول وعلي جوانبها همس جري تداوله بالحبر السري الجهير خلال الفترة الماضية حتي كادت تحدث فتنة بسبب تسريبات قيل أنها حوت نقاشاً يمضي في إتجاه الأنصبة والمستحقات الدستورية والسياسية ..وعلي الرغم من النفي الذي صاحب ذلك إلا أنني أعتقد أنه نقاش موضوعي ومنطقي وطبيعي ..ومتوقع كذلك .. وعلي الدولة أن تمضي في ترتيبه من المدخل الصحيح وهو الدستور …
– الوثيقة الدستورية التي ذهب أصلها وبقيت الرُقع بحاجة حقيقية لعمل جادي ومتخصص يعيد عبرها البلاد لجادة التدافع .
– ينبغي العمل علي تفريغ اللجان ومداولاتها من شحنات التوتر السياسي والمطلبي وبرمجتها علي الخوف والتردد في ضبط المصطلحات ومناقشتها وأقتحامها بهدف الوصول لصيغة مرضية وتشبه الدساتير المؤقتة وتستصحب تحديات المرحلة .
– هي مناقشة مهمة ولكنها ليست مبرر مخاشنة و(صر وجر) بل هي مجرد عمل روتيني نفترض أن ثمة توافق مبدئي علي ثوابته وملامحه العامة فدستور المعركة كان أوضح وأكثر قدرة علي توحيد وجدان السودانيين تجاه قضيتهم الأساسية المتمثلة في إعادة بناء الدولة السودانية الناهضة مثل طائر الفينيق الأسطوري من بين رمادها.