ترجمة : السفير.د،معاوية التوم _ “زعيم الحرب الليبي قد يُغرق السودان في صراع كابوسي طويل الأمد”

بقلم جيسون بيرك – محرر الشؤون الأفريقية

رصد _ اخبار السودان

يتزايد القلق من أن اللواء الليبي خليفة حفتر قد يكون من اللاعبين الخارجيين الذين يغذّون الصراع الجاري في السودان، مما يهدد بتحويل الأزمة إلى حرب بالوكالة طويلة الأمد في المنطقة.

تشير تقارير متعددة إلى أن حفتر، الذي يسيطر على شرق ليبيا، قد زوّد قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) بشحنات من الأسلحة، وربما حتى وقود الطائرات. وأشارت مصادر دبلوماسية إلى أن هذه الشحنات ربما تمّت من قاعدة “الخادم” الجوية التي تسيطر عليها قوات حفتر بدعم من روسيا.

حميدتي، أحد أقوى رجال السودان، يخوض معركة على السلطة ضد الفريق أول عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش السوداني الرسمي. واندلعت المعارك بين الطرفين منذ منتصف أبريل، مما أسفر عن مئات القتلى وآلاف الجرحى، ودفع السودان إلى شفا انهيار شامل.

دور حفتر والجهات الخارجية

يُعتقد أن لحفتر صلات قديمة بحميدتي، حيث كانا قد نسّقا خلال السنوات الماضية في عمليات تهريب وأمن حدودي. ويعتقد بعض المحللين أن دعم حفتر لقوات الدعم السريع يهدف لتعزيز نفوذه الإقليمي وتأكيد دوره كلاعب قوي في شمال أفريقيا.

وتقول مصادر مطلعة إن الإمارات ربما تكون قد ساهمت أيضًا في هذا الدعم، عبر شبكة علاقات تمتد من ليبيا إلى السودان، وتشمل تمويلات وإمدادات غير مباشرة.

ويحذر الخبراء من أن تعدد القوى الإقليمية والدولية المتداخلة في الصراع – بما في ذلك روسيا، مصر، الإمارات – قد يحوّل السودان إلى ساحة صراع مماثلة لما حدث في ليبيا أو سوريا، حيث يستنزف القتال الدولة ويفتح المجال أمام الفوضى.

تهديد استقرار المنطقة

يشير محللون إلى أن اندلاع حرب شاملة في السودان لن يهدد فقط وحدة البلاد، بل سيُعرّض دول الجوار مثل تشاد، إثيوبيا، جنوب السودان، وليبيا لمزيد من التوترات.

ويقول أحد الدبلوماسيين للغارديان:

“إذا استمر هذا الوضع، فسيكون من الصعب جداً منع تحوّله إلى صراع مفتوح تُستخدم فيه السودان كأرض معركة بالوكالة.”

خاتمة

تُبرز هذه التطورات حجم التحدي الذي يواجه السودان، والذي لم يعد محصورًا في خلاف داخلي على السلطة، بل أصبح جزءًا من لعبة معقّدة تتداخل فيها مصالح قوى إقليمية ودولية. ومع تصاعد الاشتباكات واستمرار الدعم الخارجي، يلوح في الأفق خطر انزلاق السودان في حرب طويلة قد تُغرق المنطقة في فوضى جديدة.