رصد_ اخبار السودان
أعلن حزب المؤتمر الوطني في بيان رسمي رفضه المشاركة في المشاورات التي تعتزم منظمة “برو ميدييشن” عقدها في العاصمة القطرية الدوحة خلال الفترة من 11 إلى 13 أبريل الجاري مؤكداً أن هذه الخطوة لا تخدم الأولويات الوطنية في ظل الحرب الدائرة في السودان.
وجاء في البيان الذي وقعه رئيس الحزب المفوض أحمد محمد هارون أن المؤتمر الوطني يثمّن الدور القطري في استضافة الفعالية، مشيداً بدعم قطر المستمر للسودان، لكنه أوضح أن دور الدوحة اقتصر على الاستضافة فقط.
وأوضح الحزب أن رفضه المشاركة يستند إلى عدة اعتبارات، أبرزها التوقيت غير المناسب للمشاورات، حيث يخوض الجيش السوداني معركة ضد “عدوان بربري” تدعمه الإمارات العربية المتحدة، مستخدمةً تشاد وكينيا كقواعد إمداد، إلى جانب مليشيا الدعم السريع كأداة في الحرب. واعتبر الحزب أنه كان أولى بالمنظمة الأوروبية استثمار نفوذها في الضغط على الحكومات الغربية لوقف دعمها الدبلوماسي غير المباشر لهذا العدوان.
كما انتقد البيان منظمة “برو ميدييشن” على خلفية تنظيمها لقاءً تشاورياً سابقاً في جنيف، والذي قال الحزب إنه زاد المشهد السياسي في السودان تعقيداً ولم يسهم في وقف نزيف الدم.
وفيما يتعلق بتركيبة المشاركين، أبدى المؤتمر الوطني استغرابه من تصنيف المنظمة لبعض الأطراف المدعوة ضمن ما سمّته “الأحزاب الإسلامية”، مشدداً على أن الحزب يفهم الإسلام في سياق وطني جامع يسع جميع السودانيين، بمختلف دياناتهم وثقافاتهم، ويؤمن بالمواطنة كأساس للحقوق والواجبات، مستشهداً بعضوية مسيحيين داخل الحزب. واعتبر أن هذا التصنيف يزيد المشهد السياسي تعقيداً في وقت يحتاج فيه السودان إلى الوحدة لا إلى الانقسام.
وأشار البيان إلى أن الحزب سبق أن طرح خلال الشهر الماضي مبادرته لأجندة المستقبل، والتي ترتكز على حوار سوداني-سوداني شامل داخل البلاد بعد انتهاء الحرب، مؤكداً أن المشاورات المزمع عقدها في الدوحة لا تخدم هذه الرؤية، بل تشتت التركيز عن المعركة الوطنية للدفاع عن السودان.
وفي ختام البيان، شكر المؤتمر الوطني منظمة “برو ميدييشن” على مبادرتها، لكنه أعلن رفضه القاطع للمشاركة في هذه المشاورات، مؤكداً أن مستقبل السودان يقرره السودانيون وحدهم، دون تدخل خارجي.