اللواء الركن (م) أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب الجيش السوداني العاشر إفريقياً رغم أنف قحط وجناحها العسكري

نشر موقع متخصّص في الشؤون العسكرية وتتبّع قوة الجيوش في العالم ومن ثم إصدار قائمة بترتيبها عالمياً وإقليمياً حيث تجد كل دولة رقمين يمثل أحدهما ترتيبها في العالم والآخر ترتيبها الإقليمي وهو (Global Firepower).. نشر ترتيب الجيوش للعام 2024م حيث ترّتب الجيوش وفقاً للموقع على عدد من المعايير منها التعداد السكاني والعتاد العسكري والموقع الجغرافي وغيرها من المعايير

جاء ترتيب الجيش السوداني العاشر على مستوى القارة الأفريقية والسادس والسبعين على مستوى العالم على الرغم من الحرب التي يخوضها الجيش السوداني منذ أكثر من عام ونصف.. وعلى الرغم من تأثير هذه الحرب على القوات المسلحة في انتظام التدريب بمختلف مستوياته وإعادة الانفتاح والانتشار وتدفق التسليح بشكل روتيني لتعزيز القدرات العسكرية وإجراء التمارين العسكرية للقوات الرئيسية والفرق والتشكيلات وغيرها من الأمور ذات العلاقة.. بالتأكيد لولا الحرب وانتظام وروتينية هذه الأمور التي ذكرتها على سبيل المثال لا الحصر لحقق الجيش السوداني قفزةً للأمام وربما كان السابع أو الثامن على مستوى القارة وبالتأكيد سيتقدم تبعاً لذلك في الترتيب العالمي

حُقّ للسودانيين أن يفخروا ويفاخروا بهذا الجيش الذي لم ينكسر يوماً وهو يقاتل التمرد على الدولة في كل الحقب السياسية قبل الاستقلال وحتى الآن.. يبسط الأمن والاستقرار في ربوع البلاد ويكفكف أذي كل من حمل السلاح ضد الوطن والمواطن ليفرض أجندته التي ترتبط على الدوام بالدوائر الإقليمية والدولية.. فكان صخرةً تكسّرت عليها مطامع الأعداء ومؤامراتهم وفشلت تبعاً لذلك مخطاطهم وخاب مكرهم وخسر وبار.. لم يقلّل الموقع من قوة الجيش الاحترافية ولم يقل أنه ليس (بجيش مهني) يتعاطى السياسة ويمنع (الديمقراطية) ويقتل مواطنيه كما يردّد ويروّج أعداءه في القوى السياسية البائسة اليائسة التي ارتمت في أحضان العمالة والارتزاق ووضعت يدها في يد مليشيا آل دقلو المتمردة التي تقطر بدماء السودانيين.. لم يقل أنه جيش (مؤدلج) ينتمي للفلول والحركة الإسلامية وربما (داعش) وبالتالي هو خارج التصنيف هذا العام حتى يعود جيشاً (قومياً وطنياً).. لم يكتب الموقع أن الجيش السوداني لديه شركات تجارية يجب أن تخضع (للسلطات المدنية) لذا سيتأخر تصنيف الجيش بسببب ذلك.. لم نقرأ على الموقع أن الجيش السوداني يحتاج (لإعادة هيكلة) وادماج كل من (هب ودب) فيه وكيفما اتفق لذا سيقلّل هذا من وضعه ضمن القائمة ليأتي بعد جيش جمهورية (الموز) وجيش الباشمركة والباشبوزق

سيظل هذا الجيش هو المؤسسة الوطنية الوحيدة التي لا تزال تحتفظ بلون الوطن ولا شئ غير الوطن مهما رماه المرجفون والمنافقون والعملاء من عبدة الدرهم والدولار بكل ما ليس فيه.. سيظل خنجراً مسموماً في صدور ونحور أعدائه الذين اختاروا عداوته ووالوا المليشيا التي يقاتلها أبواقاً إعلامية ونصيراً سياسياً ومتعاونون ومنافقون ومرجفون في المدينة يبثون الإشاعة والدعاية ويستهدفون بث الهزيمة النفسية.. وغداً سيكتب التاريخ أن الجيش السوداني تصدّى لأكبر مؤامرة في تاريخ السودان الحديث استهدفت نسف كيان الدولة وبعثرة فسيفسائها.. وأن هذا الجيش أدار حرب الكرامة بكل الاحترافية والمهنية العالية التي تجعله يتربع في مقدمة جيوش القارة الأفريقية ولا عزاء للمرجفين والمنافقين والمليشيا وأذيالها.