الكاتبة الاماراتيةد .امينة العريمي تكتب وفد عسكري من افريقيا الوسطى الى بورتسودان ..ترتيب أوراق إقليمية

بعد نجاح الجيش_السوداني في تحرير مدينة ود مدني وما تلاها من إنسحاب إرتكازات مليشيا الدعم_السريع من أحياء مدينة بحري وشرق العاصمة السودانية الخرطوم وقرب تحريرها بالكامل، أفادت بعض المصادر الأمنية “الفرنسية” التي تراقب عن كثب الحراك الروسي الأخير في الملف السوداني بأن هناك وفداً يترأسه “Claude Bireau” وزير دفاع جمهورية أفريقيا الوسطى سيتوجه قريباً إلى بورتسودان لمقابلة رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق “عبد الفتاح البرهان”، وبعض القيادات العسكرية السودانية، وبحضور السفير الروسي في السودان ، جاء ذلك بالتزامن مع توارد أنباء بقرب زيارة وفود خليجية وتركية لبورتسودان ، وتصاعد وتداخل لغة التحدي بنبرة الحذر، ونظرة الترقب مع حديثٌ ذو وجهين بات يحيط بمجالس بعض النخب الأفريقية القريبة من دوائر صنع القرار السياسي بعد الإعلان عن بدء العهد الجديد للإدارة الأمريكية بقيادة “دونالد ترامب”.

‏أرى بأن زيارة وفد الرئيس “فوستن توديرا” المرتقبة للسودان تأتي أولاً من قناعة قديمة وممتدة من أديس أبابا مروراُ بأنجامينا إلى بانغي ترى بأن تكريس أو تقويض أمنها القومي مرتبط بما يمكن أن يدنيها أو يبعدها من الخرطوم، وتلك فرصة ليس فقط لبانغي الساعية إلى كسب رضا الخرطوم من خلال البوابة الروسية، بل هي أيضاً فرصة للسودان لإستكمال إعادة ترتيب أوراقه إقليمياً، وبالتالي لا ضير من تفعيل إستراتيجية “إقتسام الرؤية”، بما أن المطالب التي تطرحها إدارة الرئيس “فوستن توديرا” واضحة ومحددة وتأتي في سياق إحترام سيادة الدولة الوطنية السودانية، والإقرار بدور مؤسساتها الرسمية في إستقرار الإقليم، فبانغي مثلها مثل دول جوارها الإقليمي التي ذاقت تداعيات الأزمة السودانية على أمنها الداخلي، ووصل الأمر بها إلى الوصول إلى مستوى “Hésitation politique \الإحجام السياسي” في كثير من الملفات التي باتت تؤرق أمنها القومي.

‏يرجح أن يناقش وفد أفريقيا الوسطى النقاط التالية:

‏يوضع جدول زمني لبدء تنفيذ “إستراتيجية التقارب والتعاون” التي إتفق عليها الرئيسان أثناء إجتماعهم في مجلس الأمن.

حل ملف منطقة “PK5” في إفريقيا الوسطى، فمثلما تدرك الخرطوم رؤية القيادة السياسية في بانغي لمنطقة “PK5” بإعتبارها المنطقة الاقتصادية لبانغي، فالأخيرة تدرك الأبعاد الأمنية والإستخباراتية التي تربط الخرطوم بالفصائل المسلحة في تلك المنطقة.

الإستثمار في قدرة تأثير الخرطوم على نشاط المعارضة المسلحة ضد إدارة الرئيس “توديرا” والعمل على وضع أسس للمصالحة الوطنية، بإعتبار أن تلك القضية من أهم القضايا المؤرقة لإفريقيا الوسطى.

‏ سودانياً، التأكيد على النقاط التالية:

‏الحرب التي تخوضها مليشيا الدعم السريع ضد القوات المسلحة السودانية هي حرب لإستئصال الدولة السودانية، ومواردها، ومؤسساتها الوطنية، وتجريف شعبها بكافة مكوناته، وبعيدة كل البعد عن تحقيق إرادة وطنية، وعدالة إجتماعية، وديموقراطية يتساوى أمامها الحاكم والمحكوم، وبالتالي مواجهتها والقضاء على داعميها “واجب مقدس” لا مناص عنه.

توافق كافة المكونات العسكرية السودانية وتوابعها الأمنية والمدنية على أن مليشيا الدعم السريع المتعددة الجنسيات ما هي إلا أداة تنفيذية لإعادة رسم الخارطة الإقليمية وفقاً لرؤية خاصة متضادة مع مستقبل السودان ومصالح منطقة القرن الإفريقي قاطبة.

إضطرار كافة الأطراف الدولية الفاعلة في الساحة السودانية بإعادة حساباتها السياسية والأمنية من الأزمة السودانية، بعد إدراكها الكامل بإستحالة تحقيق مكاسبها الخاصة من خلال جماعات خارجة عن القانون مهما تضاعف الدعم اللوجستي لها وتعددت أطرافه.