هَلْ فِي اللَّآلِي مِثْلُكِ ابْنَةَ خَاطِرٍ
لَمَعَتْ كَأَضْوَاءِ الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ؟
مُزْدَانَةً بِالنُّورِ، بَاهِرَةَ الرُّؤَى،
تُنْبِيكِ عَنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ طَاهِرِ
فَلَأَنْتِ فِي أَصْلِ تَوَاتُرِ ذِكْرُهُ،
مِنْ أَوَّلٍ يُثْنَى عَلَيْهِ وَآخِرِ
وَنَجُبْتِ مِنْ أَصْلَابِ أَشْرَفِ سَادَةٍ،
نُسْلُوا لِطُهْرٍ، فِي الْبُطُونِ حَرَائِرِ
لِلَّهِ دَرُّكِ مِنْ سَرَارَةِ دَوْحَةٍ،
حَوَتِ الْبِلَادَ بِخَيْرِهَا الْمُتَوَافِرِ
قَطَرُ الَّتِي كَالْغَيْثِ تُنْدِي كَفَّهَا،
وَتَفُوقُ غِيدَاقَ الْغَمَامِ الْمَاطِرِ
فَلَكِ التَّحِيَّةُ مِنْ قُلُوبٍ سَرَّهَا،
أَنْ تَصْطَفِيكِ بِذَا الثَّنَاءِ الْعَاطِرِ
قَدْ فُهْتِ أَيَّتُهَا الْوَزِيرَةُ بِالَّذِي،
صُمَّتْ بِهِ أُذُنُ الْفَتَى الْمُتَآمِرِ
أَنْصَفْتِ إِخْوَتَكِ الَّذِينَ أَصَابَهُمْ،
عُدْوَانُ شِرْذِمَةِ الْحَقُودِ الْجَائِرِ
وَأَضَفْتِ لِلْأَمْجَادِ سِفْرًا قَدْ حَوَى،
سَطْرًا تَشَرَّفَ بِالْحَدِيثِ الْآسِرِ
حَفِلَتْ بِهِ مَرْوِي وَكُوشٌ تَبَخْتَرَتْ،
بِحَضَارَةٍ مَلَأَتْ مُتُونَ دَفَاتِرِ
شُكْرًا عَلَى هَذِي الْإِشَادَةِ، إِنَّهَا،
شَرْوَى جَحَاجِحَ فِي الثِّقَاةِ أَكَابِرِ
إِنْ حَلَّ بِالسُّودَانِ كَرْبُ مَصَائِبٍ،
وَعَلَيْهِ دَارَتْ مُبْرِحَاتُ دَوَائِرِ
فَلَنَا مِنَ الْأَمْجَادِ أَعْلَى مُرْتَقًى،
فِي غَوْثِ مَحْرُوبٍ وَرُحْبَةِ زَائِرِ
وَلَئِنْ تَعَجْرَفَ ذُو الْجَهَالَةِ بِالْغِنَى،
فَالْعِلْمُ أَلْيَقُ بِالْكَرِيمِ الْفَاخِرِ
وَاللَّهَ أَسْأَلُ أَنْ يُدِيمَكِ مَفْخَرًا،
لِبَنِي الْعُرُوبَةِ وَالْحَنِيفِ الزَّاهِرِ
⸻