الحديث عن ما جري بولاية الجزيرة من قبل الجنجويد و المرتزقة الأوباش لا يوصفه قلم ولا توثقه كاميرا جرائم لا تشبه المخلوقات السوية و خراب ودمار يشبه أفعال المغول كأنه إنتقام ، بحمد الله تحررت الولاية من دنسهم و الحرب عموماً في نهاياتها بفضل أبناء الوطن من القوات المسلحة و المقاومة الشعبية المساندة لها بمختلف مسمياتها .
بعد التحرير كان لابد من زيارة مدني حاضرة الولاية كانت الدهشة في حجم العمل الذي تم في هذه الفترة القصيرة من نظافة شاملة لكل المدنية كأنها لم تتعرض لإحتلال وعمل دؤوب في قطاعي المياه و الكهرباء فهي عصب الحياة و الأكثر تضرر ، في طريقنا من السوق الشعبي إلي مستقرنا مررنا بسيارات النفايات رابضة في بعض الشوارع بعد حركة دؤوبة طوال نهار اليوم ، كل هذه إشارات تؤكد أن كل ما تم تدميره سيعود كما كان و أفضل تحت إشراف السيد الوالي و أركان حربه .
صبيحة اليوم التالي ذهبنا باكراً لأمانة الحكومة أملا أن نكون أول من يجد فرصه لمقابلة الوالي الطاهر محمد الخير ظناً منا أن الأمر صعباً كما تعودنا سابقاً ، لكن تفاجئنا بحضوره السابعة صباحا وترحيبه بالكل بمختلف موضوعاتهم و أسباب الزيارة ، دلفنا إلي مكتبه رفقة بعض الزملاء الإعلاميين من صحف و قنوات و كتاب إطلعنا علي نشاطه ومجهودات حكومته علي عجل بحكم كثرة الوفود بالخارج القادمة من محليات الولاية كل يحمل طلبات عاجلة من مشكلة مياه و دعم العودة الطوعية بالإحتياجات الضرورية من مواد غذائية إلي طاقة شمسية و ستلزمات طيبة ، شهدت بعض اللقاءات بحكم أنني كنت في مهمة أيضا بخصوص قريتنا قوز الناقة أرض الشهداء لم يقدم له طلب إلا وجه بالمعالجة الفورية واقفا علي قدميه بنشاط كسباً للوقت ، كما لا يقوتني أن أعطي الأخ أمين عام الحكومة مرتضي أحمد البيلي الذي يرحب بك كأنك بصالونه الخاص بعبارات تنم عن رجل يعلم أن الأمر تكليف وليس تشريف يوقع هنا و يوجه هناك ببشاشة و نشاط ، حقيقة كل ما قابلناه من مكتب الوالي و موظفي أمانة الحكومة كان نشطا دوداً و هميما .
علمت أيضا من بعض الزملاء الإعلاميين كثرة الزيارات و الحركة الدؤوبة للسيد الوابي بين المحليات المختلفة شرق و جنوب الجزيرة و الحصاحيصا و الكاملين و ام القري ود الحداد الخ…
للوقوف علي ترتيبات العودة الطوعية وتزليل الصعاب بعد النهب الممنهج الذي تعرضت له قري و حلال الجزيرة كما كانت الزيارات المتتالية لبعض الولاية التي آوت النازحين من الولاية أثناء الحرب .
إن كان هنالك رجاء نوجهه لقيادة الدولة رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء المكلف بتقديم العون اللازم لحكومة الولاية الضرر كبير و الإحتياجات فوق طاقة حكومة الولاية أنتم أدري بما تعرضت له من نهب و سلب و دمار .
bakriali484@gmail.com