حين بدأ رصاص مليشيا التمرد ينهمر علي مقرات الجيش في الخرطوم و غيرها من الولايات كان السواد الأعظم يتوقع أنها ساعات و تنجلي المعركة لصالح الجيش أما المليشيا و الداعمين لها من المدنيين و الفصائل الأخري تحسب الساعات لإنجلاء المعركة لصالحها و إستلام السلطة .
من توقع إنتصار الجيش بني ذلك علي قوة الجيش و ترسانته العسكرية و خبرته القتالية وهو لا يعلم أن الجيش كان في أسوأ حالاته ولم يكن مستعداً لها ولم يتوقعها ، الطرف الآخر تيقن من كسبه الجولة لعلمه عدم أستعداد الجيش حينها و إستعداده الكامل عدة و عتاد و تموضع ممتاز دون جهد .
خاب ظن الجميع وظلت المعاناة تزداد علي المواطن و تمددت المليشيا في الخرطوم و غيرها من الولايات مع الدعم المتواصل المحلي و الإقليمي و الدولي للتمرد دون إنقطاع حينها بدأت الصفوف تتمايز كل حسب قناعاته و تقديراته الشجعان حددو مواقعهم و الآخرين إختاروا الحياد في حين أن المعركة تعنيهم بشكل أساسي إذا تظرنا إليها من منظور مجتمعي ومكون مناطقي و جغرافي كل مواطني دارفور من القبائل غير العربية كانت مستهدفة بصورة ممنهجة من قبل التمرد رغم ذلك تهرب المعنيين من المواجهة إلا الموفق المشهود و المبكر للقائد مصطفي تمبور بقواته إصطف مبكرا في صف الوطن و المواطن وأعلن دعمه للقوات المسلحة وإخرطت قواته في ميدان معركة الكرامة منذ بداية الحرب و قبل أن تمتد إلي أطراف دارفور دون أن يكون شاغلاً لأي منصب دستوري .
الآن تم تكليفه والياً لوسط دارفور أعتقد أنه منصب مستحق أسوة ببيقة حركات دارفور بل تأخر كثيراً إذا قدم دماء من أجل الوطن قبل التكليف يعني أن المسؤولية تضاعفت الآن وهو أهل لذلك ننتظر منه متابعة قضايا مواطني الولاية النازحين و معالجة مشاكلهم بالإضافة إلي رتق النسيج الإجتماعي الذي تأثر كثيراً بفعل الإعتداءات المتواصلة من قبل المليشيا .
الصورة التي رسخت في ذهن المواطن عن الوالي المعين قبل التكليف يجب أن تظل محافظة علي مكانتها من خلال مضاعفة الجهود و البذل الغالي و النفيس من أجل مواطن الولاية .
bakriali484@gmail.com