أبوبكر صالح علي يكتب من كل فج في ذكري ديسمبر

التاسع عشر من ديسمبر في العام 54 رمزيتها في إعلان الإستقلال من داخل البرلمان بتصويت و تثنية جدود من يقتلوننا الآن لم يحفظوا تاريخ آباءهم .
تزامنت ثورة ديسمبر الأخيرة مع ذكري تاريخ ذكري الإستقلال و أظنها كانت مقصودة نجحت الثورة و أطاحت بنظام تبدل من سلطة حزب إلي سلطة فرد كانت فترته مليئة بالنجاحات و الأخطاء في مجالات كثيرة يعد أفضل نظام منذ الإستقلال و أخري يعد أسوأها ، يحكي أن حكمدار السودان في فترة الإستعمار البغيضة زار شيخ العرب أبو سن في بادية البطانة أو رفاعة سأله عن الحاكم الموجود في منطقته هل هو جيد مرضي عنه أم من الضرورة إستبداله فقال له أبو سن هو كويس لكن طول .
نظام الموتمر الوطني و في فترة أخري نظام البشير طول كما قال ابوسن إستبداله بالحسنى أو بالثورة كان ضرورة لتجديد الدماء في الساحة السياسية فمن منا لا يتمني نظام حكم الديمقراطي يتم تداول السلطة فيه عبر صناديق الإنتخابات من منا يرفض الشفافية و المحاسبة و سيادة القانون و الدستور علي الجميع بالطبع لا يوجد .
لذا في ذكري ديسمبر أجد نفسي داعما لها و لشعاراتها السامية ، بعيدا عن طموح ياسر عرمان الذي إعتقد أن الثورة جاءت لتحقق له حلمه المتمثل في السودان الجديد ، و بعيدا عن الجمهوري القراي الذي طغي و تجبر ففرض فكرة الجمهورية الثانية التي أوردت محمود محمد طه الهلاك عبر المناهج الدراسية للأطفال .
أدعم ديسمبر بعيدا عن عمر الدقير و خالد سلك الذين سعوا لإطالة الفترة الإنتقالية لدورتين إنتخابيتين لضمان تنفيذ رؤيتهم الحزبية خلالها خلافاً لشعارات الثورة و حلم شبابها .
أهتف لديسمبر بعيدا عن نصر الدين عبد البارئ و حنان حسن الذين عملوا ليل نهار لتمرير قانون الأحوال الشخصية الذي يطمس و يفكك الأسرة تنفيذا لأهداف سيداو التي تسعي للسيطرة علي المجتمعات عبر الشهوات و الرغبات .
أنا داعم لديسمبر حين تتولي فترتها الإنتقالية كفاءات لتهيئ المسرح للأحزاب لخوض الإنتخابات و يكون أولي ثمراتها دستور دائم يحترمه و يقدسه الكل ، وأن يكون هم الحزب بحكومته الوطن و المواطن ليس المصلحة الشخصية أو الحزبية كما تعودنا و التي ظللنا ندور في فلكها قرابة القرن ، خلاف ذلك ببساطة سأكون داعم لحكومة عسكرية تحفظ الأمن و الأمان و توفر أبسط مقومات الحياة و بالطبع أبسط مقومات الحياة أفضل بكثير من فوضي الأحزاب .

bakriali484@gmail.com