أجدني أحترم الزميلة رشان جداً لأني أعرفها عن قرب أعرف صدقها وجرأتها و قوة شخصيتها ووطنيتها خلاف كثير من الأقلام التي باعت ضميرها بدراهم معدودة خدمة للإمارات و الدعم السريع ثم تابعت عن كثب ما تحملته من تنمر و هجوم من مأجورئ تقدم و حلفاءها جراء موقفها الداعم للقوات المسلحة و المقاومة الشعبية للقضاء علي مغول العصر الذين عاثوا في الأرض فسادا .
مقالها الأخير سبب صدمة كبيرة لكثير من القراء و المتابعين للأحداث في ظل أزمة غير مسبوقة تمر بها البلاد ، هدم المقال التمثال الذي مجد به الشعب القوات المشتركة و قيادات دارفور لموقفها و تصديها للتتار الجدد سواء في دارفور أو المحاور الأخري من الجيلي مبروراً بالإذاعة و حتي الفاو .
معرفتنا بوطنية قيادات دارفور ممثلة في جبريل إبراهيم و مناوي و مصطفي تمبور و الفريق جنا قائد المشتركة الذي أشاد بوطنيته القائد العام للقوات المسلحة وبقية القيادات جعلتنا نعيد قراءة المقال أكثر من مرة للتعليق عليه بموضوعية بعيداً عن التشنج الذي لازم البعض .
أولاً أن الوثيقة التي بيد رشان محضر إجتماع وهذا ليس بكافي إن كان توثيق فيديو (صورة و صوت ) لكان أفضل بل يكتسب صدقية أكبر ، ثم ربما المحضر مدسوس من قبل جهة ما لرشان تحديداً ليتكسب المصداقية العالية و المطلوبة بحكم موقفها المعلن من أول يوم في الحرب الذي عبرت فيه عن دعمها الكامل للقوات المسلحة بل تبع ذلك قيادتها لخط إعلامي قوي كان له الأثر الكبير في تصحيح خط تضليل الرأي العام الذي رسمته الغرف الداعمة لمشروع الجناح العسكري للإمارات و قوي تقدم .
كما أنه لا يمكن أن ترتكب قيادة القوات المسلحة نفس الخطأ لتؤسس قوات أخري خارج المؤسسة العسكرية بعد تجربة الدعم السريع لتخوض حرب أخري مستقبلاً وهي قطعت شوط في الترتيبات الأمنية تنفيذاً لما ورد في إتفاق جوبا .
ثم هل الحركات المسلحة وقواتها المشتركة التي تدافع عن آخر مدينة كبيرة وتاريخية في إقليم دارفور يمكنها أن تفقد الغطاء الذي يوفره لها الجيش بهذه المطالب الإبتزازية التعجيزية مع شرط الإنسحاب من ساحة المعركة و العودة لمبدأ الحياد وهي تعلم أن حربها و جودية و خطر الدعم السريع علي دارفور و حاضنتها الإجتماعية أكبر من أي بقعة أخري في طول البلاد و عرضها .
واضح أن المستهدفين من هذا المقال هما دكتور جبريل و القائد مني لتأثيرهم الكبير في الساحة وذلك في إطار خطة لفقدهم السند الشعبي الذي يجدونه من قبل الشعب بحكم أنهم أكثر شخصيتين محوريتين في هذه الحرب ليس في دارفور فقط بل علي مستوي الوطن ككل .
شئ آخر يجعل من السهل إكتشاف أن المحضر مدسوس وهو يتمثل في نوع المطالب التي شملت تسليح نوعي ١٥٠٠ قعطة ار بي جي ، ١٥٠٠ قرنوف ، ١٥٠٠ دوشكا ١٥٠٠ عربة دفع رباعي ( كروزر ) و عدد ٤ مسيرات لو كان يمكله الجيش في بداية الحرب لما وصلنا لهذا الحال ، مضاف إليها ما ذكر عن نصيبها من السلطة وهنا القشة التي قصمت ظهر المقال و المحضر هل قيادات دارفور بهذه السذاجة حتي تطالب ب ٥٠% من السلطة دون النظر إلي أنصبة بقية الأقاليم هذا إذا تجاوزنا الإنتخابات أو إتفاق جوبا !
العزيزة رشان ( إن في الأمر إن ) إن صدق ما ورد في مقالك نشره الآن يخدم العدو وإن كذب فالإن أكبر .
bakriali484@gmail.com