يوسف عبد المنان يكتب خارج النص وداعا أنصار الله

ظل على مر السنين شعار حزب الأمة والأنصار (أنصار الله احباب الإمام المهدي) حتى يوم أمس الثلاثاء حينما داس رئيس حزب الأمة فضل الله برمة على كل هذا الإرث التاريخي ورمي بثقله في أحضان مشروع سودان جديد لامكان فيه الا للفاسقين والظالمين والكافرين ممن وصفهم رب العباد وهم من لم يحكم بما جاء في كتاب الله ووقع حزب الأمة على دستور علماني لامكان فيه للإسلام شريعة ومنهاجا وادبر حزب الأمة من تاريخ زائف استخدم فيه شعارات اسلاميه وبرنامج نهج الصحوة لحصاد أصوات الناخبين ولكن لما صارت السلطة كما خيل للحزب والمال بيد ال دقلو ركل حزب الأمة كل شي وجرى يلهث وراء سلطة يعتزم مليشيا الجنجويد تشكيلها كسلطة موازية للسلطة الشرعية بعد قنطوا من انتصار تحققه الملشيات على الأرض فهرعوا لاحضان عبدالعزيز الحلو وعبدالواحد محمد نور يبتغون الملاذ ويستجيرون بمن كانوا بالأمس ضحاياهم قبل أن يصبحون اليوم احبائهم وقد نجح الحلو في فرض كل شروطه وأتى له الجميع طائعين ولأول مرة في التاريخ يوقع حزب الأمة على وثيقة تقر باقصاء الدين الإسلامي من الحياة وهو دين الأغلبية التي يراد قهرها بالسلاح والقوة المادية لتتخلي عن دينها وتتنازل عن عقيدتها من أجل استرضاء أقلية من العلمانيين وتابعيهم من أحزاب صغيرة وكبيرة مثل حزب الأمة الذي سقط أمس في امتحان التاريخ والجغرافيا قبل سقوطه في امتحان التربية الاسلاميه ومهر فضل الله برمة بكل شجاعة وبصم على علمانيه الدولة وكذلك التابعين من الساقطين من قطار التيار الإسلامي ومن عربته الأخيرة أمثال حسبو ومن تبعه من المخدوعين والمغشوشين والحمد لله الذي جعل حزب الأمة يكشف عن طبيعته واصله ويخلع رداء المهدية إلى الأبد وقبر الأمام عبدالرحمن والإمام الصادق يرجف غضبا على حال الحزب والكيان الذي كان والحزب الذي وضعه فضل الله برمة تحت أقدام ال دقلو ليطاون تاريخا من النضال والجهاد ومدافعة الكفر ومحاربة الباطل وقد سقطت الآلاف تحت رأيه لا اله الا الله حتى إسقطها فضل الله برمة يوم أمس بقناعة منه ومن تبعه من بقايا الحزب الكبير بأن كتاب الله لم يعد صالحا لهذا الزمان والاقتصاد الإسلامي الذي يحل البيع ويحرم الربا ماعاد مواكبا لهذا العصر وان دولة لاتفتح فيها البارات وتجوس فيها العاهرات هي دولة لاتليق بأنسان هذا العصر
وبهكذا ميثاق ودستور تراكم الباطل بعضه فوق بعض وتعري رجال كنا نعدهم من الأخيار وتدخل حرب التحرير التي تقودها القوات المسلحة مرحلة جديدة ترفع فيها رأيات الجهاد لنصرة دين الحق وازهاق الباطل وبداية صراع بين الحق والقوة وقد اختار حزب الأمة من يشبه في عهده الحالي