الحرب شر و دمار و فقد أنفس لا أحد يتمناها، بعضها لابد منها لدفع الظلم ووضع الأمور في نصابها و فرض هيبة الدولة و أخري جهاد و فرض عين دفاعا عن الدين و العرض و المال .
أيضا ما قبل الحرب ليس كما بعدها تتغير الأفكار و المفاهيم علي مستوي الأفراد و المجتمعات و الدول ، بعض الحروب كانت دافعا لنهضة الأمم مثال أوروبا بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية و اليابان بعد أن وضعت حربها مع أمريكا أوزارها علي مستوي أفريقيا الحرب الأهلية في رواندا كانت سببا أسياسيا في إعادة التفكير و دافعا قويا للنهضة أقلاها الإقتصادية الآن مستوي النمو في رواندا مطرد حسب التقارير من المؤسسات العالمية المتخصصة بل تعد في مصاف الدول .
لازمت الحروب الأهلية السودان منذ قبل الإستقلال لكنها لم تحدث تغييراً ظلت النمطية في إدارة الدولة كما هي ربما كانت تمردات مناطقية و مشابهة لدول الإقليم أو علي مستوي القارة لكن الحرب الأخيرة ليست كغيرها يجب أن يكون التفكير فيها مختلف و المراجعات عميقة علي مستوي الأفراد و المجتمعات واضح أن هنالك تغييراً هائلاً بدأ يتشكل مجتمعيا وهذا ما يجب أن يواكبه تغيراً علي مستوي الأحزاب و الدولة .
الأحزاب مطالبة بالنظر لقضايا الوطن من زاوية أوسع بعيداِ عن المصلحة الشخصية أو الحزبية وبعيداً عن الفكرة أو الأيدولوجيا تطبيق الرؤي و الأفكار و الشعارات أمر تجاوزه الزمن يجب أن يكون الهم خدمة المواطن و صون الأمن القومي المواطن لا يهمه من تكون و لكن ماذا تقدم ، حتي أنه تجاوز القاعدة الحزبية الضيقة وأصبح يقيم الأشياء من منطق الحقوق و الواجبات .
علي الدولة أن تضع خططها الإستراتيجية في ملفي الإقتصاد و العلاقات الخارجية بما يحقق الصالح القومية للبلاد وليس بالعشوائية و العواطف كمان كان في السابق يجب أن تختفي عبارة الدول الشقيقة و الصديقة من قاموس سودان ما بعد ١٥ أبريل فقط المصلحة العليا للبلاد هي التي تحدد علاقاتنا مع الدول ، قطاع الخدمة المدنية كان عبارة عن ترضيات حزبية و أسرية وصداقات مما انعكس ضعفا و تدهوراً علي مستوي الخدمات المختلفة من صحة ، تعليم و غيره يجب أن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب و أن تطبق الوائح علي الجميع دون محاباة .
إنتشار الحاميات العسكرية كان متباعداً و ضعيفاً و تلاحظ ذلك أثناء التمرد الغاشم وحدات إدارية كبيرة ذات كثافة سكانية عالية و رقعة جغرافية واسعة لم يكن بها أي وجود عسكري مثال ( وحدة إداريةأبوقوتة محليةالحصاحيصا وغيرها كثير ) مما سهل علي التمرد المشؤوم الإنتشار ودخول كثير من المدن نعم لسنا أهل إختصاص لكننا نرجو تقييم الموقف من قبل وزارة الدفاع وبقية المؤسسات العسكرية ، ثم نرجو إعادة النظر في أمر وجود الوحدات العسكرية داخل المدن وبين المدنيين ما المانع من نقلها خارج العاصمة علي أن تكون هنالك مكاتب إدارية فقط .
أخيرا علي المواطن المتابعة الدقيقة لعمل المسؤولين علي مستوي الخدمة المدنية ومن إنتخبهم لشغل المناصب الدستورية وتوجيه النقد المباشر لهم و إقتلاع الحقوق إقتلاعاً فهم مكلفين لخدمتك .
سودان ما بعد الحرب ليس كما قبلها يجب أن يعمل الجميع علي ذلك نحن من ننهض ببلادنا ونجعلها في مصاف الدول و مؤهلون لذلك نحن أهل حضارة ضاربة في الجذور و تجارب سياسية ثرة علي مستوي القارة .
أبوبكر صالح علي
bakriali484@gmail.com