معز أبو الزين – يكتب – السودان بين الخيانة والسذاجة

من المقولات المشهورة لرئيس وزراء بريطانية إبان الحرب العالمية الثانية
ونستون جرجل ( تشرشل):
أمام القرارات الكبيرة ينقسم الناس الي ثلاثة
– السزّج والبسطاء الذين ينظرون الي الأمور من زاوية الأشخاص
– العوام وهؤلاء ينظرونها بمنظار الأحداث
– أما النوع الثالث فهم العظماء والذين لا ترى مناظيرهم إلا القضايا عظمة وأهمية متجاوزين الأشخاص الزائلة والأحداث العارضة الي رحاب دائم رحاب القضايا الواسع الذي يملأ فضاء القلب وطنية
إن الذي صاحب إحالة بعض الضباط في الجيش إلى المعاش – مأ رأته القيادة – والذين لا ننكر فضلهم والذي لا ينقص من فضل الله سبحانه صاحب الفضل كله شيئا
بدأ وكأنه مخطط له وليس صدفة إنّ ما قام به هؤلاء في حرب الكرامة هو صميم الواجب وطبيعة المهنة جاءواها ويعلمون مآلها والتي ما نقصتهم شيئا حين كانوا وقت السلم
فالذين مجّدوا الأشخاص وأوفقوا كل الأسباب والأعذار لمتخذي القرار فهم إما من البسطاء أو أصحاب أغراض ومآرب أخرى
وأما الذين ركّزوا مع الحدث بعيدا عن الأشخاص فهم العامةوالعوام ولا لوم عليهم
وأما الذين كظموا وكتموا واكتفوا فقط برفع الحلات تعبيرا صادقا عن رفض مؤدب فهم أولى بالوطنية من غيرهم
وليس عزل عمر بن الخطاب لخالد بن الوليد ببعيد عن المعتبرين
فالسودان لا يعنيه الأشخاص ( حتى لا ينسب النصر لغير الله )
ولكن ينبغي وفي مثل هذه الظروف التي يمر بها السودان يجب ألا يْنظر إلى مثل هذه الأمور بالحجم الذي يجعلها نواة فتنة وتفريق
ونحن في مرحلة ( أنا وابن عمي على الغريب )
كان من الحكمة أن تؤجل مثل هذه الحروب المنشوراتية والحملات المنظمة غير البريئة والتي تشتت التركيز في هذا الوقت وترسل رسائلا سالبة كان حريا بهم تأجيلها إلى مرحلة ( أنا وشقيقي على إبن عمي )
وهذا إنما يدل على ترجيح كفة الميول والانتماء على كفة الوطن وتلك هي الطامة الكبرى التي أقعدتنا كثيرا عن مصاف العظماء وجعلتنا أفقر الناس في أغنى البلدان
من لم تكن قضيته الحقة والأولى هي الوطن فليذهب تاركا هذا المقام فإن مقام الوطن مقام ثابت لا تزحزحه الأجندات الخاصة وأما الذين تتملكهم الحالات لا يرتقون بحالاتهم التي عززت وطنيتهم المؤقتة إلى مقام الوطن
فحينما جاء أبو بكر الصديق إلى النبي يحمل كل ماله تقبل النبي منه ذلك وسأله ماذا تركت لأهلك فقال الله ورسوله فتقبل النبي بذل ابا بكرٍ في الحال لأنه كان يعلم أن هذا مقامه حقا حسب إيمانه ولن يندم أبو بكر على ما فعل
وحين جاء عمر بنصف ماله كان هذا مقامه ولكن حين جاء رجل من الصحابة حاملاً كل ماله قال النبي ارجع وعاد بنصفه وقال له ارجع وجاء بربعه فقبل على مضض لأن النبي كان يعرف ان ما دفعه لهذا التبرع السخي إنما املته حالة عارضة بسبب ان الظرف المحيط به والمسيطرة عليه لحظتها سيزول ويعود الرجل إلى مقامه الحق والذي لا يقوى على الدفع بكل ماله وكان سيندم على فعله فيهسر ماله وقبول بذله
هذه الحادثة لعلها ميزان توزن من خلاله المواقف الوطنية من
والذين سلطوا سهامهم للقيادة وأساءوا رمز السيادة بالأسم يجب الا يمر هذا التطاول مرورا عاديا حتى يكونوا عبرة لغيرهم فيما بعد والا سينفرط العقد ويتطاول الناس على سيادة البلد ومثل هؤلاء ليسوا أقل خيانة من غيرهم
ويجب الأ يكال بمكيالين معهم فالعدل لا يتجزأ والتراخي في مثل هذه الظروف إنما يفتح بابا يخلخل جبهة الداخل التي تعاني الهشاشة اصلاً فمهما كانت عظمتهم فالسودان أعظم منهم
ولنا عودة