مبارك الكوده يكتب لكي تضع الحرب أوزارها فنعمٌ لها


بشيء من التصرف إجتزأت فقرةً للفلسيوف هيغل من مقال بعنوان ( الحرب في التاريخ عند ابن خلدون وهيجل ) د / قادة جليد ( قادة ) وليس ( غادة ) :
يقول هيجل : « فللحرب ذلك المغزى الرفيع إذ بفاعليتها كما قلت في مكان آخر تحافظ الشعوب على صحتها الأخلاقية حيث تقف موقف لا مبالاة من المؤسسة المتناهية ، تماما مثلما أنّ هبوب الرياح يحفظ البحر من التلوث الذي يوجد نتيجة لفترة طويلة من السكون ، كذلك فإنّ فساد الأمم قد يوجد نتيجة لفترة طويلة من السكون ، كذلك فإنّ فساد الأمم قد يوجد نتيجة لفترة طويلة من السلام دع عنك السلام الدائم ٠٠٠٠ انتهي ) ويتواصل المقال : ولا شك أن الحرب عند هيجل مرتبطة بالحركة والنشاط وأنّ السلم الدائم قد يخنق الإرادة ويمنع الفعل من التحقق ، فالتراخي والتكاسل لا يمكنه أن يدفع الأمم إلى الأمام بل إلى القهقري والتراجع وفقدان السيادة والتبعية للآخر ، ولا شك أنّ هذا النص الهيجلي الذي يعبر عن هذه الحقيقة يقابله نص خلدوني يقول تقريبا نفس الشيء ، يقول إبن خلدون  في الفصل الرابع والعشرون من المقدمة والذي عنوانه في أنّ الأمة إذا غلبت وصارت في ملك غيرها أسرع إليها الفناء ويشرح ابن خلدون : ( والسبب في ذلك والله أعلم ما يحصل في النفوس من التكاسل إذا ملك أمرها عليها وصارت بالإستبعاد آلة لسواها وعالة عليهم فيقصر الأمل ويضعف التناسل والإعتمار إنّما هو عن جدة الأمل وما يحدث عنه من نشاط في القوة الحيوانية ، فإذا ذهب الأمل بالتكاسل وذهب ما يدعو إليه من الأحوال وكانت العصبية ذاهبة بالغلب الحاصل عليهم تناقص عمرانهم وتلاشت مكاسبهم ومساعيهم وعجزوا عن المدافعة عن أنفسهم بما خضد الغلب من شوكتهم فأصبحوا مغلبين لكل متغلب وطعمة لكل آكل وسواء كانوا حصلوا على غايتهم من الملك أو لم يحصلوا ٠٠٠ انتهي )
ويقول سبحانه وتعالي ( كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم وعسي ان تكرهوا شيئأ وهو خيرٌ لكم وعسي أن تحبوا شيئاً وهو كرهٌ لكم )