عبد العزيز النقر _ يكتب _ رواية (صفير الريح) الاجابة على الاسئلة المفتاحية لماهية الحرب بين (ود المزكا )و(اركال)

صدر حديثا رواية صفير الريح ( حكاية الحب والحرب فى الخرطوم )
للاستاذ المحامى والخبير فى الفقه الدستوري محمد الطيب عابدين، وهى رواية تعتبر من (البدريات) للروايات فى فترة الحرب ، ولعلي لم أقرأ بعد رواية جسدت جدلية الحرب والنزوح واللجوء فى السودان، سوى( صفير الريح)
وهذا ما يحمد للاستاذ محمد الطيب عابدين هذه اللفته البارعة لسد الفراغ الذي حدث فى المكتبة السودانية نحو عام ونيف من عمر هذه الحرب البؤوس.
الرواية التى بدأها المؤلف بحافلة مواصلات تقل فى داخلها المواطنيين البسطاء الكادحين من أجل لقمة عيشهم، وهى حالة موجودية للشخصية السودانية التى تستهل برنامجها اليومى منذ صلاة الصبح، اقتداء بمقولة العارف بالله الشيخ فرح ود تكتوك (يا ايد البدرى قومى بدرى وازرعي بدرى ، شوفي كان تنقدري،) هذه الحالة السودانية فى كل بقاعه وهو مشهد يؤطر الى فرضية الحرب التى جبل عليها المواطنيين فى يوم 15ابريل وهذا النموذج السوداني البسيط يستقل حافلة بعد صلاة الصبح من اجل الانصراف الى اعمالهم ، مكانيكى، خدرجى ، وخلافة من المهن الهامشية.
إستغل الراوى خبرته العملية حيث عمل محافظ لمحافظة لمليط بولاية شمال دارفور ويعرف العلائق الانسانية بين الشمال والغرب والشرق والجنوب لذلك سهل عليه حبكة الرواية التى تجسد صراعها فى شخصية( ود المزكا) واستطاع المؤلف ان يطفي على هذه الشخصية قومية التوجه وذلك من خلال تخليص عدد من النساء من أسر (الجنجويد) دون النظر الى اعراقهن او اثنياتهن، وبين شخصية (اركال ) ذلك الشرير الذي نتج عن مغالطات تأريخية فى حضارة السودان، وهو يجسد المسخ المشوه لادعاءات دولة 56و الجلابة كمدخل للاعتداء على حقوق الانسان وذلك من خلال اختطاف (اركال ) القمئ (حياة) زوجة (ود المزكا).
اعتقد ان خاتمة الرواية هى مفتاح الحل لأزمة الحرب والسلام فى السودان ويجسدها شخصية (ود خريف) صديق ( ود المزكا)
فى اعتقادى الشخصي ان الاستاذ محمد الطيب عابدين استطاع من خلال رواية (صفير الريح) ان يقود القارئ الكريم الى اسئلة مفتاحية قدمتها (حياة) زوجة (ود المزكا) بعد ان نالها الخطف والترحيل القسري من موطنها الى موطن اخر ومجتمع غريب عنها.
وهى:- ماذا فعلنا ؟نحن كمواطنيين حتى تجر الحرب علينا كل شرورها
رواية ماتعه وتستحق القراءة والتدبر.