( عبدالعظيم عوض) يكتب شكرا حمدوك


السيد عبدالله حمدوك رئيس الوزراء السابق والذي غادر الحكومة مستقيلا بحُر ارادته بعد أن وجد نفسه أمام مسؤولية لا قبل له بها ، وكان قرارا شجاعا منه، لكن السيد حمدوك يتجول الان بين ردهات وغرف مقر الاتحاد الافريقي ويلتقي رؤساء الوفود ليحدثهم عن” الأوضاع في السودان ” ، ويطلب منهم الدعم ليعود هو ورهطه للسطة التي سبق واستقال منها ، لقاءات السيد حمدوك هذه علي هامش القمة الأفريقية ، لاتخلو من دراما وتمثيل .. فالرجل الذي استقال ، يحرص علي ان يظهر بمظهر الرئيس ( الشرعي) للسودان والذي انقلب عليه العسكر ونزعوا منه السلطة عنوةً مما اضطر الاتحاد الافريقي لتجميد عضوية السودان ريثما تعود الحكومة( الشرعية) للسودان برئاسته اي برئاسة حمدوك المستقيل وترك من ورائه السودان ولسان حاله يقول ، وأنا مالي إن شاءالله يحرق !!
طيب ، هنا سؤال .. هل وصل حمدوك الي السلطة عبر انتخابات وحصل بالتالي علي شرعية دستورية وقانونية ؟
هل اتفاق حمدوك/ حميدتي يمنح الرجل اية شرعية ،خاصة وأن حميدتي كان أحد طرفي الانقلاب فيما عرف ذاك الوقت بالمكون العسكري ؟ وهل السيد حمدوك مدرك الان ما آل اليه وضع حميدتي ودعمه السريع لدي السودانيين الان بعد أن حدث ماحدث ؟؟
نترك الشرعية جانبا ، ونسأل السيد حمدوك المستقيل( المنقلب عليه) ، هل ثمة إنجاز واحد حصده السودانيون خلال فترة حكمه بعد ثورتهم التي مهروها بالدم والارواح وهتافهم” شكرا حمدوك” يمكن التعويل عليه ويكون حافزا لعودته؟؟ حتي ذلك الشارع الذي قيل انه قصّ شريطه التقليدي ايذانا بافتتاحه في بحري وسط حشد جماهيري وهيلمانة ، اكتشفنا تاني يوم إنه ذاته شارع الإنقاذ المابغبانا والذي انشأه وافتتحه الكيزان قبل ٢٠ سنة ، وانه اي رئيس الوزراء المستقيل افتتح تغيير الاسم من الإنقاذ الي اسم الشهيد مطر !!
إذن ، وهذا مؤسف ، ان تكون المسألة كلها استهبال يعتقد حمدوك وجماعته في قحت او تقدم ان قمة الاتحاد الافريقي هذه احدي الفرص التي يمكن أن تمهد سبيل العودة للسلطة التي انتهت باستقالته بذلك الخطاب الرومانسي الذي وجهه للأمة السودانية المسكينة التي حملته مسؤولية لم يكن امينا عليها .
ولسوء حظه وحظ داعميه النحس ان تحركاته الدرامية هذه جاءت صبيحة انتصار مبهر للقوات المسلحة خرجت اثره الجماهير في مواكب فرح غامر تخللته زغاريد نساء امدر من الكنداكات واخوات نسيبة في تلاحم اسطوري مع جيشهم العظيم ، وكان ذلك وحده كفيل بقلب الطاولة وتشتيت كراسي اجتماعات الاستهبال والاحتيال .. شكرا حمدوك(!!)