سهير صلاح_ تكتب منظمات النساء بين الاستقامة وتعارض المصالح في مسألة جرائم المليشيا ضد نساء السودان

منذ بداية الحرب ظللت أتابع بيانات المنظمات النسوية التي أدانت ما تتعرض له النساء من أذى جسدي ونفسي وجرائم ضد الإنسانية بالقانون الدولي الإنساني وتنوعت هذه الجرائم الفادحة بين القتل والاغتصاب والسخرة والبيع والحرمان من العلاج بل والحرمان من الدفن، والاذى الجسدي بالضرب والأثر النفسي بالتهجير والذلة والإهانة التي تتعرض لها يوميا بفعل جنود المليشيا الإرهابية المتمردة.

وعلى الرغم من اعتراف المجرمين بجرائمهم وتوثيقها وبثها عبر وسائل الإعلام المختلفة إلا أن كثير من المنظمات النسوية ذات الصوت العالي في السابق قد لزمت الصمت المريب على هذه الانتهاكات الفادحة والموثقة. هذا الصمت يفتح أبواب لتساؤلات جمهور النساء والشعب السوداني هل كانت هذه المنظمات وقياداتها تصرخ لأجل الضحايا في السابق أم لأسباب أخرى؟ هذا السؤال ظل مطروحاً في اوساط النساء وتجمعاتهن. وهن يَعْرِفن الاجابة تماماً ويعرفن هذه المنظمات.
تتساءل الان نساء السودان عموماً والمقهورات على وجه الخصوص عن هذه المنظمات وقياداتها التي اختفت في وقت الحاجة الحقيقية لها مضحية باستقامتها ومستقبلها في محيط المنظمات الإنسانية والمنظمات النسائية على وجه الخصوص.
هنالك قليل جداً من شبكات النساء التي أدانت افعال المليشيا الإرهابية المتمردة مثل مجموعة نساء من أجل الوطن ومنظومة نساء شرق أفريقيا ” صيحة” وقليل من الاحزاب السياسية واتحادات المرأة. أسجل صوت إشادة بوحدة العنف ضد المرأة ومديرة الوحدة الأستاذة سليمة اسحق التي على الرغم من أنها تعمل في ظرف قاهر وضاغط وغير آمن ظلت تتحدث لوسائل الإعلام وتنشر تقارير تشير إلى إحصاءات وتفاصيل مزعجة لما تتعرض له النساء من قبل المليشيا الإرهابية المتمردة. ومن هنا ادعو نساء السودان والمنظومات الصديقة في الإقليم وعلى مستوى العالم للانتظام في تجمعات تنادي بتطبيق القانون الدولي الإنساني على مليشيا الدعم السريع ومنسوبيها على ارتكابهم جرائم وانتهاكات كبيرة ضد نساء السودان وضد الإنسانية.

لقد فقدت كثير من هذه المنظمات المصداقية والاستقامة بصمتها هذا. على أية حال التاريخ يُصَْنع الآن وكثيرون سقطوا من دفتر الحضور.