سعيد أبكر يكتب سيناريوهات تشاد القادمة

يحيى ديلو من جماعة الدعوة والتبليغ إلى مقارعة الطغاة والسعي إلى السلطة

تشترطُ جماعة الدعوة والتبليغ في أصولها العشرين( عدم الخوض في السياسة) إلا أنَّ يحيى ديلو الذي خرج مع جماعة الدعوة والتبليغ، وتأثر بخطاب العدالة في الإسلام، رأى حتمية التغيير السياسي،وكشف شبهات الفساد، وفضح الساسة الذين يأكلون أموال الشعب بالباطل، فمنذ استقالته من وزارة المعادن والجيولوجيا عام ٢٠١٠ أحدثَ الرجل سجالات عظيمة مع حكومة ديبي الأب، بدأها بمساندة أشقائه في دارفور عام ٢٠٠٤ عندما تعرضت قرى قبائل الزغاوة للحرق والإبادة الجماعية،فقد انتقد تقاعس ديبي عن نصرة زغاوة السودان فالتحق بالمعارضة المسلحة نِكاية بالرئيس، ثم لما فتح ديبي الباب للدكتور خليل إبراهيم وصفوة قادة المعارضة في حركة العدل والمساواة، ألقى يحيى ديلو السلاح، وعاد وتصالح مع النظام التشادي ،وعُيَّن مستشارا في رئاسة الجمهورية.
التزم ديلو الصمتَ لاحقا، وأصبح يكتب منشورات قصيرة ينتقد فيها الأداء العام للحكومة إبان التدخل العسكري في مالي، ثم فتح صفحته على الفيس بوك وبدأ بانتقاد شخصيات مقربة من النظام أبرزها هنده ديبي ( سيدة البلاد الأولى – سابقا) تحدث ديلو بحرقة عنها، وعما تفعله مؤسسة القلب الكبير في الاستيلاء على المال العام، ودور السيدة الأولى في القرارت الحكومية، أعفي ديلو من منصبه عام ٢٠١٩ كممثل لتشاد في الأمانة العامة لدول وسط إفريقيا مقرها ياوندي الكاميرونية ، وذهب إلى قريته في منطقة ( هريبا ) ورفض الامتثال للمحكمة، وعندما استجوب من المدعي العام نشر جلسة الإدعاء عبر صفحته على الفيس بوك، وقال : بأنَّ ماقام به لم يكن تشهيراً، إنما يدخل في نطاق نقد الشخصيات العامة التي يكفل القانون نقدها.

عاد ديلو بداية ٢٠٢١ إلى أنجمينا وتحدث للصحافة أنه سيترشح في الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٢١ ، ضاق ديبي الأب ذرعاً بهذه الفكرة إذ كيف لشخصٍ من نفس قبيلته يتطلعُ في منافسته على الحكم، وبما أن ديلو رفض الامتثال سابقاً إلى المحكمة، فقد اتهم باحتقار مؤسسات الدولة وحاصر الحرس الرئاسي منزله بتاريخ ٢٨ / فبراير / ٢٠٢١، اشتبك ديلو مع الحرس الرئاسي، فماتت والدته وعدد من أبنائه، ثم تدخل الفريق أبكر عبدالكريم داود وأقنع ديبي بأن يسمح لديلو مغادرة الأراضي التشادية فذلك أدعى للسلم حتى لا تتصعد الأمور، وتسير في مسار آخر، فقد تحدث انشقاقات داخل القوات المسلحة التشادية، وافق ديبي فهُرب ديلو إلى الكاميرون ومنها إلى بلجيكا، ولما اغتيل ديبي الأب في إبريل ٢٠٢١ أعلن ديلو عودته والبدء في مشروع المعارضة الحقيقية.
صعد محمد ديبي إلى السلطة بعد وفاة والده، واستطاع إما ترغيباً أو ترهيباً باستمالة المعارضة السياسية والعسكرية، وقف ديلو ضد مشروع محمد ديبي ورفض كافة الوساطات التي قامت بها القبيلة، ورأى أنَّه من حقه أن ينتقد النظام ويشارك في الاستحقاقات الوطنية الانتخابية، نفذت الحكومة التشادية مسرحية حتى تتهم ديلو بالمؤامرة عبر حبك قصة اغتيال رئيس المحكمة العليا القاضي/ سمير آدم النور بتاريخ ١٥ / فبراير / ٢٠٢٤ . دحض ديلو الرواية، ثم قامت الحكومة التشادية بتحييد أبكر ترابي وهو مسؤول رفيع في الحزب بتهمة محاولة اغتيال رئيس المحكمة، ومما زاد حنق محمد ديبي على يحيى ديلو انضمام عمه صالح ديبي إلى يحيى ديلو، وهذا يفسر تفاقم الخلافات داخل الأسرة، أراد محمد ديبي حل المشكلة فمكث في مدينة أم جرس قرابة أسبوع كامل، لكن المؤشرات تقول: بأنَّ المسألة في غاية التعقيد ولا يوجد فرضية يمكن أن تقود إلى حل سياسي داخل القبيلة.
حوصر مقر الحزب الاشتراكي بتاريخ الثلاثاء ٢٦ / فبراير ، وحدث اشتباك عنيف بين قوات التدخل السريع التي انشأها محمد ديبي حديثا مع مناصري الحزب الاشتراكي نجم عن الاشتباك سقوط عدد من الضحايا، وأصيبَ مدير جهاز المخابرات التشادية إسماعيل سليمان لوني، وتشير بعض المعلومات غير المؤكدة بوفاة يحيى ديلو.

السيناريوهات القادمة

حدوث انشقاق في القوات المسلحة التشادية
تدخل فرنسي لمساندة محمد ديبي
حدوث تمرد وعصيان في الأجهزة الأمنية
استهداف الشخصيات التي حاصرت يحيى ديلو وقتلت أنصاره
السيطرة على الوضع واعتقال أنصار الحزب

قطعت الحكومة التشادية شبكات الانترنيت على المستخدمين منذ الساعة العاشرة صباحا بتاريخ ٢٨ /فبراير / ٢٠٢٤ .