بعيدا عن جدلية الحرب الدائرة و المستعرة بين الجيش و مليشا الدعم السريع الماثلة و بالنظر فى مآلات المشهد السوداني ، فأنة من المتوقع و ما سيحدث على الارض حالما انتصار الجيش بعد معاركة الضارية في العاصمة الخرطوم وسقوط كثير جدا الضحايا سواء من المدنيين او العسكريين و التكلفة الباهطة لما بعد الحرب.. فأنة الاحتمال الوارد وفقا لمؤيدي الحرب أن يقوم الجيش بعد نجلاء النزاع بتكوين حكومة طواريء انتقالية و الدعوة لقيام انتخابات بأسرع وقت خلال الفترة الانتقالية المتبقية ان كانت هناك فترة انتقالية اساسا ، سوف تكون احوال و أجواء السودان مليئة بالعنف المفرط تجاه المعارضة من لجان مقاومة والشعب معا، و سوف تكون حالة العنف موجها نحو مجموعة الحرية و التغيير ابتدأ، باعتبارهم من اججو بؤرة و نار الحرب و بين قطاعات المجتمع . عليه من المتوقع ان إلا يستجيب المجتمع الدولي و الإقليمي بالاعتراف بالحكومة المتوقعة اي إن كان شكلها، وبالتالي قد ينتج عن ذلك فقدان المساعدات و الدعم الدوليين، مما يؤدي إلى تفاقم حياة المواطنين السودانيين ويزيدها مشقة و عنت على مشقتهم التي ظلوا يعانون منها اصلا…
حتى إذا جاءت حكومة منتخبة او غيره، و هذا فى الظن بعيدة المنال فى القريب، بسبب فقدان الثقة بين مكونات المجتمع السوداني المششت تنيطماتة السياسية و غيرها ، فان هذه الحكومة، ستجد نفسها أمام معضلتين كبيرتين، تتمثل اولها في
شح وانعدام الموارد المالية اللازمة لإعادة اعمار ما دمرتة الحرب من بنية تحتية و خراب لحق بالممتلكات العامة و الخاصة و غيره، الأمر الذي لن يمكنها من القيام بواجباتها بتقديم الحد ألادنى من الخدمات الضرورية اللازمة لحياة للمواطنين . ينضاف إلى ذلك عجزها عن دفع المرتبات للعاملين بالدولة، الأمر الذي سيؤدي بالضرورة إلى إسقاط الحكومة من تلقاء نفسها دون مظاهرات أو غيره من الاحتجاجات، و بالتالي ازدياد و تفاقم حاله الفوضى القائمة اصلا من ذي قبل ، المعضلة الثانية تتمثل حالما عدم انتصار الجيش و الدعم السريع على أرض الواقع ، فإن ذلك يعني استطالة امد الحرب ، وكثرة اعداد الموتي بين المدنيين و العسكريين معا ، أما برصاص الطرفين أو نتيجة لأنعدام و فقدان الخدمات العلاجية الطبية او انعدام السلع الضرورية ، هذا فضلا عن ازدياد معدلات الجوع لكل الأطراف سواء من المتقاتلين او المدنيين او معا .
وهذا الوضع سيفرض معضلة ثالثة و هى البند السابع ، وهذا يعني تدخل قوات الأمم المتحدة لحفظ الأمن والسلام بالسودان . سيكون دخول قوات الأمم المتحدة كدخول القوات الانجليزية الكيدشنرية الغازية عام ١٨٩٨. و سيستقبلهم المواطنين بالورود الرياحين بعد أن ذاقوا من الطرفين المتحارببن كل أنواع الموت والخراب والدمار..
اعلم ان كثيرين من أدعياء الوطنية وأصحاب الاجندة الخفية من مروجي الحروب قد لا يقبلون هذا الحديث التشائمي ولكن هذا هو واقع السودان الان و مستقبلا….
والبند السابع حاضر قريبا و قادم حتى في حال انتصار القوات المسلحة ما لم تسلم الحكومة إلى المدنيين وابتعاد العسكريين نهائيا عن الحكم…. و دونكم الدول العربية القريبة و تجاربهم المريرة مع قوة و فظاظة المجتمع الدولي..
التفكير العقلاني السياسوي ضرورة ملحة للسودان المنشود، استمرار الحرب او انتصار احد الطرفين ليس فى صالح السودان و أهله الأبرياء الطاهرين….
نسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن و ان يحفظ السودان و أهله وذويه الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون..
دمتم و دام السودان حرا اببا…
