* اتخذ الجيش خطوات متسارعة في ضرب مراكز قوة العدو والامداد. لكنه كان يعمل في ظرف ضاغط جدا …
ركز الجيش أولاً على استراتيجية ضرب القوة الصلبة للعدو بينما ركز العدو على الانتشار ، والانتشار هو الذي أدى لإستنزاف قوة العدو البشرية بالذات وساهمت في اظهار الوجه الحقيقي القبيح من النهب والسرقة والاغتصابات، وهذا ساهم في توفير وقود حقيقي للنفرة والمقاومة الشعبية المسلحة.
صبر الجيش صبرا شديدا علينا نحن المتعجلون ، حرصا على السلامة الشخصية والاسرة والمتاع، ( كلها لا قيمة لها مع الحفاظ على الوطن وسلامته وإنهاء الإحتلال وتحكم أسرة العطاوة وال دقلو ومن ورائهم الامارات وإسرائيل الذين وعدوهم بمملكة ).
صبر الجيش كانت نتيجته هي الخيار الأفضل لكن الفهم لهذا الخيار كان متأخراً من قبل العامة الا ان كثير من النخب كانت تدرك أن الأولويات التي وضعها الجيش هي الأفضل استراتيجياً.
نحن طلابنا يدرسون حروب الجيل الخامس وحروب المدن، حقيقة الجيش يستحق وسام على خطته في سحق هذا الغزو الذي كان له مدد متواصل وبيوت خبرة ومخابرات تعمل ليل نهار، وغرف اعلام بميزانيات مفتوحة وخبراء وعملاء.
الرأي العام المساند للجيش كان صلبا الا انه تعرض لهزات باستثمار الاعلام المصنوع في معاناة الناس والضغوط التي تعرضوا لها والظروف الضاغطة التي مرت بها الأسر. إلا انه سرعان ما استعاد زخمه بعد أن تكشفت للمواطنين أهداف العدو.
لقد أدهش الجيش المراقبين والدارسين للتخصصات المشتركة بل حتى العسكريين في الدول الاخرى..قدرات هائلة وصبر وثبات على الرؤية الكلية والهدف الاستراتيجي رغم الضغوط التي تعرض لها ويتعرض لها حتى الآن من الداخل والخارج.
الاستراتيجية التي اتبعها الجيش حافظت على مقدرات الجيش البشرية والمادية، كما أنها ساهمت في تقليل الخسائر البشرية التي كان من الممكن أن تحدث لو حدثت مواجهة في بداية ايام الحرب والعدو يمتلك قدرة على الفزع والتجمع بسرعة كبيرة.
رغم أن هذه الاستراتيجية كانت بطيئة وقد نكون نحن كمواطنين دفعنا فيها الكثير ماديا ومعنوياُ، إذ نُهبت البيوت والمركبات لكن هذا اهون بكثير من ضياع الوطن واستعماره من فئة لم تكن ترغب فينا إلا ولا ذمة.
الان الانتصارات المتتالية التي يحققها الجيش نتيجة لهذه الاستراتيجية الذكية والصبر على إنقاذها رغم الضغوط الداخلية والخارجية. القوات المسلحة السودانية تستحق أن نشيد بإحترافيتها وقدراتها والتزامها الاخلاقي والمهني في تحقيق النصر النضيف.