رصد _ اخبار السودان
ابن عوف ومأمون حميدة
سيدنا عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه اكرمه الله بسعة المال في مكة ولكنه عندما هاجر إلى المدينة ترك ماله واهله في مكة شأنه شأن سائر المهاجرين
عندما وصل المدينة اخي الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين احد الانصار والانصار وما ادراك ما الانصار ذلك المجتمع الفريد الذي لم يجود الزمان بمثله قبلهم ولن يتكرر بعدهم الي يوم الدين وهم الذين قال الله تعالى عنهم
“والذين تبووء الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فاولئك هم المفلحون ”
قال ذلك الرجل الذي اخي الرسول صلى الله عليه وسلم بينه وبين ابن عوفي يا اخي انظر ما عندي من مال فخذ نصفه وعندي بيتان فخذ بيتاً فقال له عبد الرحمن بن عوف بارك الله لك في مالك وفي اهلك ولكن دلوني على السوق فنزل الي السوق فإذا به في فترة وجيزة تثمر تجارته بعد فضل الله وأصبح من أثرياء المدينة
خرج بروفسور مامون من السودان بعد شهر من اندلاع الحرب تاركا وراءه كل ما يملك
2
قال الشاعر محمد مصطفي حمام
علمتني الحياة أن أتلقي كل ألوانها رضا وقبولا
ورأيت الرضا يخفف أثقالي ويلقي علي الماسيّ سدولا
من ابرز الصفات التي يتمتع بها بروفسور مامون هي انه يتلقي أقدار الله بالرضا والقبول شهدنا ذلك عندما اعتقلته لجنة ازالة التمكين المشؤومة بتهمة تقويض النظام الدستوري بالاشتراك مع خمسة أشخاص كلهم من المدنيين لا يعرف منهم الا شخصا واحداً هو الصحافي المعروف عطاف عبد الوهاب وانا هنا أدعو الصحافي النابه عطاف ليوثق لذلك الإعتقال حتي لا ينسي الناس تلك الفترة المظلمة من تاريخ البلاد
أقول ان بروفسور مأمون تلقي تلك المحنة بالرضا والقبول واشهد الله أننا كنا نذهب لزيارته وفي النفس اكتئاب وحسرةفيستقبلنا الرجل بالبشر والسرور وبروح معنوية عالية وتفاؤل كبير فنخرج منه بروح معنوية افضل وثقة اكبر أن ذلك الظلم ال زوال ونعجب كثيرا عندما نعلم ان برفسور مامون كان يوجّه العاملين في جامعته بشفط مياه الصرف الصحي في ذلك المعتقل والتي كانت تطفح باستمرار قبل اعتقاله ووجه كذلك بطلاء الجدران ويأمر باحضار الطعام لنزلاء المعتقل فلك أيها القاريء الكريم ان تعجب من افعال ذلك الرجل الذي هوّ كالغيث أينما وقع نفع
3
عند اندلاع الحرب فكر مامون في معالجة آثارها واخطر تلك الاثار من وجهة نظره هو توقّف الدرآسة للآلاف من طلاب جامعته فاتجه صوب أفريقيا تنزانيا ورواندا فأبرم الاتفاقيات مع الجامعات والمستشفيات في البلدين وبدأ باستيعاب طلاب السنوات النهائية في كليات الجامعة حتي يضمن تخرجهم في الوقت المعلوم وتدريجيا أخذ في استيعاب كلّ طلاب الجامعة ولله الحمد والمنة وبعد ذلك تمكن من شراءمقرا للجامعة في مدينة كيجالي برواندا ويجري العمل في تاسيس ذلك المقربكل ما تحتاجه الجامعة من قاعات دراسية ومعامل وعلمت أن تلك الجامعة أنشأت لتبقي حتي بعد انتهاء الحرب وعودة جامعة مأمون حميدة لمزاولة الدراسة في مقرها بالخرطوم أنا كواحد من آباء طلاب جامعة مأمون حميدة أدين لذلك الرجل الفخيم بالشكر والعرفان
4
خرج بروفسور مامون من السودان وهو لا يملك إلا فكره الثاقب وإرادته القوية فأثمر جهده بعد فترة قصيرة وأصبح يملك جامعة اخري في رواندا
وخرج سيدنا ابن عوف من مكة لا يملك شيئا فأصبح من أثرياء المدينة بفضل من الله ونعمة
بروفسور محجوب الفكي يكتب مامون حميدة
