تقرير _ اخبار السودان
يحدثنا التاريخ عن استعانة الجيوش الوطنية بفصائل مسلحة لدحر الاعداء عن الوطن.
في الحرب العالمية الثانية تعاونت القوات الفرنسية الحرة مع المقاومة الفرنسية المسلحة لطرد قوات الاحتلال الالمانية .
وتعاونت القوات الوطنية الصينية مع الفصائل الشيوعية لمقاومة الغزو الياباني.
في الجزائر تعاون جيش التحرير الوطني مع الفصائل المسلحة المختلفة لمواجهة الاستعمار الفرنسي.
لذلك استعانة الجيش الوطني السوداني بفصائل مسلحة او تسليح المواطنين والمستنفرين لدحر تمرد مليشيا الدعم السريع لم يكن بدعة ، فهو امر معروف ومعمول به في معظم دول العالم.
هذا الاتجاه زاد من القوة العسكرية لمواجهة تهديدات مليشيا الدعم السريع المسنودة بالمال والرجال من الخارج .وعزز الروح المعنوية لدى المقاتلين من القوات المسلحة السودانية .
توسيع قاعدة الدعم الشعبي واسناد الجيس بالمقاتلين من ابناء الوطن كان له الاثر الايجابي في التوسع في نطاق القتال الامر الذي ادى الى تسريع تحقيق الاهداف بتنفيذ عمليات خاصة في عدد من المحاور .
حقق الجيش انتصارات واسعة على مليشيا الدعم السريع مما اسفر عن تحقيق اهداف استراتيجية اهمها تقليل اعمال العنف والقتل والفظائع التي ظلت ترتكبها مليشيا الدعم السريع في المناطق التي اجتاحتها وشردت اهلها ..فما دخل الجيش منطقة وقام بتحريرها الا استعادت امنها واستقرارها ..امدرمان ومدني نموزجا..
كما ان انتصار الجيش تسانده قوات جهاز الامن والقوات المشتركة والمستنفرين اسهمت بشكل واضح في هزيمة مخطط تقسيم البلاد ، واسهم في الحفاظ على وحدة السودان وسلامة اراضيه رغم المحاولات المستميتة لاحتلال شمال دارفور وضرب العاصمة الفاشر لتتفيذ ذلك المخطط المدعوم خارجيا ..
تمكن الجيش والقوة المساندة له من تعزيز شرعية الدولة ومؤسساتها ..كما ان هذه ابانتصارات عززت من الثقة في المؤسسة العسكرية كحامية للوطن والشعب ..
برغم ذلك من المهم ايضا ان نستدعي العبر من تاريخ استعانة الجيوش الوطنية بالفصائل المسلحة ..لنذكر ما حدث لبعض الدول من تاثيرات سلبية تمثلت في صعوبة السيطرة على سلوك الفصائل المسلحة وتوجيهها نحو الاهداف الموضوعة الامر الذي قاد الى صراعات داخلية كبيرة .
كذلك انتشار الفوضى الذي قاد الى عدم الاستقرار خاصة في حال عدم وضع اليات واضحة للتنسيق والسيطرة .
من التخوفات التي يثيرها البعض ما يمكن ان تواجهه البلاد من تحديات تتمثل في صعوبة دمج حاملي السلاح في المجتمع المدني بعد نهاية الحرب ..
صحيح ان طبيعة التعاون بين الجيش الوطني والفصائل المسلحة تختلف باحتلاف الظروف التاريخية والسياسية والثقافية لكل حالة لكن ثمة ملاحظات الان اصبحت مثار جدل بين كثير من قادة الراي والمجتمع بالنسبة للحالة السودانية..اذ لا يخفي البعض تخوفاته من تمدد الفصائل المقاتلة على حساب القوات المسلحة التي تمثل المؤسسة الشرعية الوحيدة في البلاد .
يرى البعض ان ما تقوم به كتائب البراء المساندة للجيش اصبح من القضايا التي تحتاج الى وقفة .اذ ان قياداتها يتعمدون التصريحات والظهور الاعلامي دون التنسيق مع القوات المسلحة ..غير انهم يلجاون الى اساليب الدعاية بالوصول الى المناطق المحررة والتصوير بداخلها ونشر المقاطع بصورة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويرى احد الخبراء العسكريين ان تحقيق اقصى استفادة من التعاون بين القوات المسلحة وكافة الفصائل المساندة في المعارك ضد مليشيا الدعم السريع يتطلب توازن دقيق بين الحاجة الى زيادة القوة العسكرية والحاجة الى الحفاظ على السيطرة والانضباط
المستنفرون بين القوة العسكرية والبعد عن الدعاية
