في اليوم الثالث والعشرين من رمضان استُهدف إفطار جماعي لأسر شهداء ومجموعة من مصابي معركة الكرامة المتواجدين بمستشفيات المدينة، في صالة إنفينتي شمال سوق مدينة عطبرة وقد دعت له كتيبة البراء التابعة لقوات الإحتياط بالقوات المسلحة، وقد سقط عدد من الشهداء والجرحى إثر العملية الإرهابية.
وفي بيان للجنة أمن الولاية أن العملية الإرهابيه تمت بإستخدام مسيرة وأنها ستصدر بيان لاحقا بعد إكتمال عمليات التحري والإستقصاء .
تقول المؤشرات الأولية أن عملية الإستهداف تمت بإستخدام مسيرة إنتحارية مُتحكم فيها عن بعد إخترقت مكان الإفطار ، والواضح أن هذه العملية ليست ذات أبعاد وأهداف عسكرية لسببين :
1/ لم تستهدف العملية موقع عسكري مُحدد كمعسكر يتبع للقوات المسلحة أو بقية الأجهزة النظامية أو قطع عسكرية تابعه للقوات المسلحة، وهو أمر ممكن وحدث ذلك من قبل في قاعدة وادي سيدنا وغيره من المواقع العسكرية . وهذه العملية لا تشبه الأخطاء التي تحدث أثناء عمليات القصف الجوي التي تستهدف أهداف عسكرية و أصابت مدنيين أحيانا في مناطق مختلفة وهو فعل مدان بالتأكيد وعلى القوات المسلحه تجنب هذا النوع من الأخطاء ، ولكن الشاهد هنا أن المُسيرة التي إستهدفت موقع الإفطار بهذه الدقه كان من السهل أن تستهدف أي هدف عسكري.
2/ طبيعة العملية تشير إلى أن الإستهداف ليس غرضه إستهداف شخصية عسكرية محددة متواجدة بالمكان، لأن الضربة تمت على موقع بمساحة كبيرة والمقذوف المُتفجر غير قادر على تغطية كل المساحة المستهدفه وإصابة جميع الحاضرين ،( هذا لا يعني إستبعاد إستهداف بعض القادة الذين متواجدين بالمكان ) ولكن لو كان الغرض الأساسي من العملية هو إستهداف قائد بعينه لإختلفت طبيعة العملية، وحتى لو إستصحبنا أن المستهدف هو قائد كتيبة البراء أو أحد الضباط المتواجدين من القوات المسلحة ، فإن القوات المسلحة هي مؤسسة ذات تراتيبة عسكرية وذاخرة بالضباط ذو الكفاءة وقدمت المئات من الشهداء من ضباط برتب رفيعه كاللواء أيوب واللواء عرديب واللواء ياسر فضل الله ، وحتى لو كان المستهدف قائد البراء فذلك لن يؤثر على مجريات المعركة.
كما أن العملية الإرهابيه لا تشبه العمليات الإرهابيه الإنتحارية للجماعات الإرهابيه المعهودة ذات الأساليب المعروفة التي تروج لها القنوات الإعلامية المُضللة من حيث أسلوب العملية ولا من طبيعة الإستهداف. كل الدلائل تشير إلى ضلوع قوات التمرد وهذا ليس إستبعادا للدور الأجنبي فالتمرد أساسه والذي يقف خلفه الأعداء من الخارج. الهدف من العملية الإرهابية هو إثارة الذعر والقلق لدى المواطنيين في مدينة عطبرة وباقي المدن الآمنه في السودان التي لم يستطع التمرد الوصول إليها ، ومزيد من الضغط السياسي على أجهزة الدولة لدفع الدولة بالتهديدات الأمنيه للخضوع والذهاب نحو عملية تفاوضية وفرض شروط التمرد وحلفائه الداخليين والخارجيين على الدولة. ما حدث بعطبرة صورة مصغرة لما تفعله قوات التمرد بولاية الجزيرة من جرائم حرب وإعتداء على المدنيين العزل بجانب إشباع نهم المرتزقة من السرقة والنهب أثناء إستقرار الوضع للتمرد بعد إنسحاب الفرقة الأولى مشاة من مدني والتدوين العشوائي على أحياء محلية كرري الواقعة تحت سيطرة القوات المسلحه والمستمر منذ شهور وإستهداف محطات المياة والكهرباء ومنازل المواطنيين.
إن اللجوء لعمليات إرهابية في المناطق الآمنه أثناء سير المعارك العسكرية بمناطق مختلفه داخل الدولة هو حيلة العاجز التخريبي الإرهابي الذي يريد أن يثير الخوف ليتكسب منها سياسيا، تزامنت هذه الحادثة مع الهذيان التي تقوم به قناة إسكاي نيوز عربية بنشرها لتقرير كاذب ومضلل عن وجود جماعات إراهابيه تقاتل بصف الجيش السوداني فمن هو الإرهابي ؟
ما العمل ؟
إن مجابهة هذا النوع من العمليات في أوضاع مماثلة من السيولة والهشاشة الأمنيه والحركة الكثيفه للمواطنين بحركة النزوح وكثافة المواطنين في مدن صغيره بسبب النزوح للمدن الآمنة، يحتاج لمجابهته بعمل أمني وقائي وإستباقي مبنى على المعلومات الدقيقه وتجويد العمل في نقاط التفتيش والمعابر .
رحم الله شهداء العملية الإرهابيه وألهم ذويهم الصبر وشفى الله المصابين والجرحى
البشير محمد عبدالله يكتب : العملية الإرهابية بمدينة عطبرة
