البرهان فى الجزائر زيارة التحالفات السياسية
تقرير _ اخبار السودان
تتوقع دوائر سياسية ان تحقق زيارة الفريق البرهان الى الجزائر نتائج ايجابية لجهة دورها في المحيط الافريقي والدولي وبدأ رئيس مجلس السيادة زيارة خارجية الى الجزائر وبالرغم من عدم وجود حدود جغرافية بين السودان والجزائر الا ان العلاقات بين البلدين تتسم بالصداقة وتكامل الاداور في المحافل الدولية، كما تعد الجزائر فاعلا فى المحفل الافريقي والعربي على حد سواء وهو ما شجعها بأن تقدم مبادرة لحل الازمة السودانية مع عدد من الفاعلين الاقلميين والدوليين
*زيارة الخطوط العريضة*
حسب مراقبون فإن الجزائر لديها تأثير بشكل كبير على ليبيا خاصة بنغازي والتى تعتبر مهدد حقيقي لاستقرار السودان بالإضافة إلى علاقتها المتميزة مع الإمارات الداعم الرئيس لمليشيا الدعم السريع، مما يؤهلها فى لعب دورا محوريا يساعد فى حل أزمة السودان .
وتقول سفير. السودان لدى الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية نادية محمد خير عثمان
في الذِّكرَى الستيْـن لتأسيسِ العلاقات الدبلوماسية بين البلدين والذي يصادف العام الماضي أنه
تم تدشــيـن العــلاقــات الدبلوماسية بين البلدين في العام 1963م، إذ قدَّم الســـفير السوداني في القاهـرة، السـيّد أحمد مختار أحمد مصطفي أوراق اعتماده ســفيراً غير مقيم لدي الجزائر. وافتتح السودان أول بعثة دبلوماسية مقيمة له بالجزائر عام 1966م ، كثاني دولة عربية تنشيء سفارة لها في الجزائر.
تربط بين البلدين، السودان والجزائر، علائق تجذّرتْ في انتمائهما معاً للدوائر العــربية والإفريقيــة والإســلامية. ولقـد توثقـت تلـك الروابـط عبر تواصل بيـوتات العلــم والشـيـوخ والسلطنات الإسلامية، والروابط الروحية التي جسّدتها الطرق الصوفية، خلال عقود طـويلة من التفاعل والتمازج بين شعبي البلدين.
وإلى ذلك ، تظلّ مديـنـة جــزائــرية عــريقـة مثـل “تلمسان”، محفـــورة في وجدان المثقّفيـــن السودانيين، نتيجة إرتباطهـــا الوثيق مع بيــــوت العلم والسلطنات الإسلامية في السودان، وفي مقدمتها سلطنة الفونج المعروفة بالسلطنة الزرقاء وعاصمتها سنار، في أواسط السودان. وقد تعدّدت الأواصر والوشائج عبر حالات عـديدة من التصـاهـر للوافدين والعابرين من حجيج ومن طلاب العلم الجزائريين، ممن استقــــروا وطاب لهم المقام بالسودان.
ويعدّ السودان أول دولة أفريقية في جنوب الصحراء الكبرى تنال استقلالها، وقد لعب إلى ذلك دوراً هاماً ومؤثرًا في دعم الشعوب الأفريقية الشقيقة التي عانت من ظلم الاستعمار، في سبيل أن تنال حريتها وحقها في تقرير المصير، حيـث قدم السند الكبير لحركات التحــرّر في شتي بقاع القارة، ومن بينها جبهة التحرير الوطنية الجزائرية، وذلك من أجل القضــاء على الاستعمار البغيض، وإنهاء سياسات الفصل والتمييز العنصري في أنحاء القارة الإفريقية.
ويتزامن الاحتفال بالذكري الستين لانشاء العلاقات الدبلوماسية السودانية الجزائرية مع احتفالات الجزائر بستينية استقلالها. وقد شكلت إنطلاقة الثورة الجزائرية المجيدة في العام 1954 ، وجدان الشعوب العربية والأفريقية المتعطشة للحرية والانتعاق، كما انها عززت علاقات التعاون والترابط بين السودان والجزائر، وأندفع السودانيون لمؤازرة أشقائهم الثوار الجزائريين.
وزار وفد جبهة التحرير الجزائرية السودان في العام 1956 لعرض القضية الجزائرية علي الشعب السوداني، كذلك تم فتح مكتب لجبهة التحرير الوطني في الخرطوم. وزارت الحكومة المؤقتة التي تم تكوينها في العام 1958، السودان بوفد قاده رئيس الحكومة المؤقتة السيد/ فرحات عباس.
وكان السودان قد قدم الدعـم السياسي واللّوجستـي لثــــواّر جبهـة التحرير الوطني الجزائرية خلال فتـرة كفاحهم المسلـح ضدّ المستعمر. وهنا يجدر بنا تذكر تضحيات البطل السوداني “إبراهيم النيل” من اجل دعم الثوار، حيث قام بنقل السلاح والعتاد الحربي للثوار الجزائريين من ميناء الإسكندرية عبر البحر، بالإضافة الي علاقاته القوية مع قادة الثورة الجزائرية، وظل البطل ابراهيم النيل يقوم بنقل السلاح للثوار إلي أن وقع أسيراً في أيدي القوات الفرنسية خلال أحدى الرحلات.
إن دعـم ثورة الجــزائـر وشــــعـبها كانت من أبرز ركــائـز سياسـة السودان الخارجية، ففي 16 يوليو 1958 كان السودان من الدول الأولي التي وقعت علي الرسالة التي تضمنت طلب إدراج القضية الجزائرية في جدول أعمال الدورة الثالثة عشر للجمعية العامة للأمم المتحدة. كما عكستها بيانات السودان الرسمية في الأمم المتحدة، لا سيما بيانات مندوب السودان الدائم في الأمم المتحدة، السفير عمر عديل ، والذي انتخب رئيسا للجنة السياسية الأولى في عام 1960م، مثلما كان رئيســاً لمجمــوعـة المندوبين الدائمين الأفارقة في المنظمة الأممية، إذ جاء في كلمته في ذلك العام ما يلي :
” لقد سمي عام ١٩٦٠ “بعام افريقيا”، إذ شهد هذا العام نيل ستة عشر بلدا افريقيا كامل الإستقلال والسيادة ، ولقد انضموا لعضوية المنظمة الدولية وهنا يطل سؤال، لماذا تركت الجزائر دون أن تلحق بهذه البلدان ؟ وكيف هي مشاعر أصدقائنا في تركهـم إخوانهم الجزائريين يغرقون في دمائهم؟